ما أقره مجلس الامة قبل يومين من الغاء لجنة التحقيق في الفحم المكلسن وتكليف ديوان المحاسبة بدلا منها يعتبر سابقة برلمانية خطيرة من شأنها ان يحكم المجلس على نفسه بعدم النزاهة والحيادية، وذلك على اثر اتهام رئيس اللجنة بتسريب تقرير اللجنة قبل الانتهاء منه، وتكمن الخطورة في ذلك بأن يأخذ المجلس حكما بالإعدام على لجنة مشكلة ومنتخبة من المجلس نفسه بجريرة سوء تصرف لأحد اعضائها، وهذا سيعطي مبررا في المستقبل لان تتعسف الحكومة مع حلفائها من النواب وتتمكن من ايقاف اي لجنة تحقيق اذا شعرت بأن هذه اللجنة تسير على غير هواها أو ستكشف ما هو مستور من تجاوزات وفساد وتطاول على المال العام، كما ان تكليف ديوان المحاسبة ليحل بديلا عن اللجنة هو تقليل من دور المجلس واعطاء ديوان المحاسبة صفة المهيمن على المجلس، مع انه ذراع مساعد للمجلس لا أكثر، كما انه يضفي على الديوان صفة الحياد المطلق والنزاهة الكاملة وهذا لا يعقل، فموظفو الديوان بشر ويخطئون ويجري عليهم ما يجري على غيرهم فهم غير منزهين ولا معصومين من الزلل والخطأ وكم سربت تقارير عن ديوان المحاسبة ولم نجد من يطالب بإيقاف الديوان أو تكليف جهة اخرى للقيام بأعماله.
لقد كان بوسع المجلس اذا كان غير مقتنع باللجنة ان يشكل لجنة اخرى ويبعد ذلك العضو المتهم بالتسريب عن اللجنة وتنتهي المشكلة، لأن ديوان المحاسبة في النهاية سيرفع تقريرا في الموضوع، واذا كانت هناك مخالفات او تجاوزات فسيقوم المجلس بتشكيل لجنة تحقيق كما فعل في موضوع طوارئ 2007 حيث ظل التقرير على جدول اعمال المجلس اكثر من سنة دون نقاش، ثم كان مصيره الاحالة الى لجنة تحقيق.
ان ما نخشاه ان التعسف في الغاء لجنة التحقيق ما هو الا حماية لبعض النواب الذين تحيط بهم شبهة التطاول على المال العام والتنفيع، وكذلك للتستر على بعض المتنفذين وغيرهم.
صدق الله .. وبكت النائبة
قال الله تعالى في سورة الزخرف وهو يصف المرأة وطبيعة خلقها: (أوَمن يُنَشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) فالحق سبحانه في هذه الآية وصف طبيعة المرأة بأن فيها من النقص والضعف ما انها عند الخصومة لا تستطيع ان تبين في الكلام وقد تنهار لأي خلاف ومشكلة، وهذا ما حصل بالفعل مصداقا لقول الحق عندما قام احد اعضاء مجلس الامة بتوجيه اتهام لإحدى النائبات لشبهة تورطها في مشروع الفحم المكلسن، فما كان منها الا انها استشاطت غضبا وقامت للرد عليه، ولكنها لم تستطع ان تبين في الكلام وبح صوتها وغلبتها العبرة وسالت دموعها وانهارت من اول جولة .
فسبحان الله الذي خلق الذكر والانثى وجعل لكل منهما طبيعة خاصة به لا تتغير مهما تبجح وكابر أدعياء المساواة والتحرر.