يذهب البعض من المراقبين والمهتمين بالشأن السياسي الى ان الاسلاميين يسعون الى افشال وحل مجلس الامة الحالي، وذلك لضعف نتائجهم في الانتخابات الاخيرة، ويدلل على ذلك بالنقد اللاذع لبعض الاسلاميين للحكومة والمجلس. وقد ذكر احد دكاترة الجامعة قبل ثلاثة ايام وفي مقابلة تلفزيونية أن الاسلاميين يريدون حل المجلس، وعندما سأله المقدم عن دليله على ذلك استشهد بالكتابات التي أكتبها وآخرون على ان فيها من التحريض والدفع لحل المجلس، وعليه أحب ان اذكر الدكتور والاكاديمي الجامعي أنه يجب ان يكون نقده موضوعيا، وتحليله قائما على حقائق وأدلة لا ظنون وتخمينات لا أساس لها، فلو ان الدكتور كان منصفا فيما يقول لما استشهد بذلك، ولما نسي أن مجلس 2008 وهو مجلس ذو اغلبية اسلامية غير مسبوقة، ومع ذلك قدمت لرئيس الوزراء أربعة استجوابات جميعها من نواب اسلاميين، وكانت سببا في التأزيم وحل المجلس، فهل كان الاسلاميون يسعون لحل مجلس هم غالبية فيه.
وعندما تذكر اسمي يا دكتور على أنني أحرض على الحل، وان لغة خطابي في المقالات التي اكتبها تصب في هذا الاتجاه، فقد جانبت الصواب ولم تكن علميا في نقدك، لأنني لو كنت بدأت هذا التوجه بعد حل المجلس لقلنا كلامك صحيح، ولكنني كنت على هذا النهج منذ دخولي لمجلس الامة ولم أتغير أو أحِد عن مبادئي، ولو كنت متابعا جيدا لعلمت انني كنت من اوائل الاعضاء الذين وقعوا على احالة مصاريف الوزراء الى ديوان المحاسبة عندما امتنع الكثير، وكنت من القلائل الذين رفضوا التصويت على الميزانية العامة للدولة دون مناقشة، وكنت من اشد المعارضين للدخول في الحكومة، وقد كانت جميع خطاباتي ومداخلاتي وتصريحاتي تصب بهذا الاتجاه، ولم أكن يوما في خندق الحكومة او مدافعا عنها، فهذا منهجي كنت ومازلت عليه ولم أغيره ولله الحمد، كما احب ان اقول للدكتور انه لا يجوز تصنيف الناس وكل من لديه رأي ونقد على انه يريد حل المجلس، أو ان يتكلم لأنه فقد منصبه دون تثبت ونظر، فإذا كان هناك وجهة نظر فيما نقول ونكتب فلتكن بنقد موضوعي مبني على الحجة والدليل لا الظنون واتباع الاهواء.
خلاصة القول أنا شخصيا لا أتمنى حل هذا المجلس لأنني اعتقد ان باستمراره ستنكشف الكثير من الوجوه، وستظهر العديد من الحقائق الخافية عنا، وبعدها سيعرف الشعب الكويتي حقيقة من يمثله.