خطاب صاحب السمو الأمير حمل في طياته الكثير من المعاني ولامس الجرح الحقيقي وسلط الضوء على لب المشاكل والازمات، ورسم طريقا ورؤية لتجاوز كل هذه الازمات التي تتعرض لها البلاد منذ فترة، وفي هذه الايام على وجه الخصوص.
ولنتمعن في بعض عبارات الخطاب الأميري عندما أكد سموه ان «الممارسة السليمة هي التي تكون من خلال الادوات الدستورية وتحت قبة مجلس الامة، لا من خلال تأجيج المشاعر واستخدام اساليب الاثارة والتحريض.. عبر الخطب ووسائل الاعلام المختلفة»، ولا شك في أن هذه العبارة كنا ومازلنا ننادي جميع الاطراف حكومة ومجلسا بالالتزام بمضامينها، ولعل القارئ للوهلة الاولى يعتقد ان المقصود هم اعضاء المجلس، ولكن اعتقد ان الفهم الصحيح هو ان الحكومة ايضا معنية بالخطاب، وهي غير مبرأة مما يحدث، بل هي طرف رئيسي فيه علمت أو لم تعلم، وهو ما أكده صاحب السمو الأمير في موضوع آخر من الخطاب بقوله «.. وهو ما يحمّل المجلس والحكومة معا مسؤولية التوصل الى تأمين مقومات راسخة تكفل بناء شراكة حقيقية وتعاون ايجابي بين السلطتين..».
اذن على الحكومة مسؤولية كما هي على الاعضاء، ومما يجعل مسؤولية الحكومة أكبر كونها متضامنة وتملك من الامكانيات والمقومات ما لا يملكه اعضاء المجلس، ولابد من النظر الى ان ما تقوم به الحكومة ومؤيدوها من محاكاة لأعضاء المجلس بنفس الاساليب التي يستخدمونها هو أمر غير مقبول، وقد يؤجج نار التأزيم ويزيد المشاكل، ويتمثل ذلك في قيام مؤيدي الحكومة من اعضاء وغيرهم بالظهور الكبير في وسائل الاعلام ومهاجمة اعضاء مجلس الامة والتشنيع عليهم، كذلك ما قام به موالو الحكومة من اظهار الفرح والاحتفال بتجاوز الاستجوابات عن طريق الغناء والعرضة والخطب الرنانة في ساحة الارادة وتسيير المسيرات، وهو ما قابله الطرف الآخر برد عنيف جدا لم يتوقعه أحد.
إذن المسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجلس لضبط الامور والابحار بسفينة الكويت الى بر الامان.
فهل تعي الحكومة انها طرف محايد وخصم شريف مهما بلغ التأزيم وتعقدت الامور، ويجب عليها ان ترخي اذا شد الطرف الآخر، وألا تقع في أخطاء فادحة وهفوات فاضحة وبعدها تلقي اللوم على الطرف الآخر؟!