في مقابلة له على تلفزيون الوطن في الاسبوع الماضي ظهر لنا د.صلاح الراشد بعد ان قرر ان يصبح مطربا ومغنيا وراح في المقابلة يبرر ويسبب هذا التوجه ولكنه في هذا السياق وقع في سقطات وهفوات تمنيت الا يقع فيها وكان اكبرها عندما راح يفتي بأن الغناء حلال ولا يوجد محظور شرعي فيه، وسبحان الله كيف اكتشف ذلك بعد سنوات طويلة له في مجال الدعوة الاسلامية؟! ولكن اقول له يا دكتور ان الغناء محرم شرعا ومرجعيتنا في ذلك كتاب الله وسنة رسوله بفهم صحابته الكرام وسلفنا الصالح، وفتاوى الاكابر من العلماء الذين، وللاسف، لم تعترف بهم لأنك قررت في تلك المقابلة انك لست بحاجة لرأي العلماء في هذه المسألة فأنت تقرأ وتستطيع ان تفتي لنفسك.
ونرد عليك ان ادلة التحريم هي على النحو التالي:
قال الله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) فقد اقسم الصحابي عبدالله بن مسعود ثلاثا ان لهو الحديث هو الغناء وأيده في هذا التفسير حبر هذه الامة عبدالله بن عباس وكذلك الصحابي الجليل عبدالله بن عمر وقال ابن القيم «يكفي تفسير الصحابة والتابعين بأن لهو الحديث هو الغناء».
وكذلك دليل التحريم من سنة الرسول قوله صلى الله عليه وسلم «ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والغنيات والمعازف» (رواه البخاري)، وفي هذا الحديث الصحيح دليل قاطع وصريح على تحريم المعازف واقترانها بمحرمات مثل الزنا والحرير، اما اقوال أئمة الاسلام فقد اتفق الائمة الاربعة على تحريم الغناء فهذا الامام مالك يقول عن الغناء «انما يفعله عندنا الفساق» وقال الامام احمد «الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني» وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز «ومن زعم ان الله أباح الاغاني وآلات الملاهي فقد كذب وأتى منكرا عظيما» وقال العلامة الألباني «اتفقت المذاهب الاربعة على تحريم آلات الطرب كلها»، وهذا امام المفسرين الطبري يقول «اجمع علماء الامصار على كراهة الغناء والمنع منه».
فهل بعد كل هذا الكم الهائل من الادلة واقوال العلماء على مر العصور على تحريم الغناء يأتينا د.صلاح هداه الله ليحلل لنا الغناء لانه قرر ان يصبح مطربا؟! فإن كانت هذه رغبتك بعد ان كنت اماما وقارئا للقرآن فهذا شأنك ولكن لا تقف ما ليس لك به علم ولا تتجاوز كتاب الله وسنة نبيه واقوال علماء الأمة الذين وللاسف لا تعترف بهم والله تعالى يقول (واذا جاءهم أمر من الأمن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وقال ابن مسعود «لايزال الناس صالحين متماسكين ما اتاهم العلم من اصحاب محمد ومن اكابرهم فإذا اتاهم من اصاغرهم هلكوا».
وليتك يا دكتور اكتفيت بما سبق ذكره بل ذكرت بعض العبارات التي لا تليق بمقام بيت النبوة الذي يقول الله تعالى عنه «واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة» وانت تقول ان بيت الرسول فيه مطربات، فهذا عدم تأدب مع مقام النبوة بل ذهبت بقولك انك تنزعج ممن يسأل الله الثبات ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».
فيا دكتور أنت متخصص في التنمية الادارية وتكلمت في غير فنك فأتيت بالعجائب ووقعت بالخطأ والزلل ولا اعتقد ان هناك اسعد من الليبراليين واعداء الدعوة بهذه المقابلة فأسأل الله لك الثبات وان يردك الى دينه ردا جميلا.