لعل أبرز حدث في مجلس 2009 هو نجاح أربع نائبات كأول مرة لدخول عنصر نسائي في البرلمان، والجميع يعلم أن الظروف السياسية التي مرت بها البلاد وحالة اليأس العام والفشل الحكومي في مواجهة الأزمات في السابق وحب التغيير دفعت الكثير من الناس إلى التفكير في العنصر النسائي لعل وعسى أن تتحسن الأوضاع، ناهيك بالطبع عن الدعم اللامحدود من قبل الحكومة ومواليها للنساء بشتى الوسائل.
إن من المعيب أن يتكلم المثقفون والمتعلمون بأن التغيير والتطوير مرتبط بالجنس البشري، فالذكر يعني الفشل والنجاح يرتبط بالأنثى، ولا أعتقد أنهم مؤمنون بهذا المبدأ وهناك عبارة أُريدَ تسويقها للناس وهي «خلونا نجرب الحريم» وكأن مستقبل البلد وتنميته وتطويره حقل تجارب، وبعد مرور سبعة شهور على دخول العنصر النسائي لمجلس الأمة ثبت بما لا يدعو للشك أن كل الدعاية التي استخدمت للترويج للنساء كانت مجرد فرقعات إعلامية كشفها الواقع المرير للنائبات المثيرات للجدل بأدائهن داخل المجلس.
فلا أعتقد أن يختلف معنا أي مراقب في أن النائبات هن حكوميات من طراز فريد فتجدهن لا إرادة مستقلة لهن عن التوجه الحكومي، فنائبة الغيت لخاطر عيونها لجنة تحقيق برلمانية واخرى تتهم بالتزوير وواحدة تدخل لجنة برلمانية بعد أن هاجمت إنشاءها لإفشالها والقضاء عليها بل إن إحداهن قالت إنها لو خرجت من المجلس فالخسارة لمجلس الأمة بخروجها، وطلبت عدم تسييس السياسة كأول مصطلح سياسي في القرن الجديد، ولا ننسى النائبة التي بكت من أول هجوم عليها من أحد النواب، ناهيك عن ظهور إحدى النائبات ومؤيدة سابقة لها في إحدى الفضائيات بجدال عقيم وألفاظ غريبة بينهما بالإضافة إلى التذمر الشعبي العارم من أن النائبات أطلقن وعودا انتخابية لهم ولكنهن لم يوفين بها وكان آخرها موضوع القروض.
إذن التجربة النسائية وكبداية لا تبشّر بالخير ولكن لننتظر ونرَ المزيد لنعلم المعنى الحقيقي لكلمة نائبات، هل هي جمع نائبة وهي من تنوب عن الأمة أم هي جمع نائبة وهي المصيبة؟
[email protected]