تقديم الحكومة خطة تنمية وإصدارها بقانون من قبل مجلس الأمة هو مبدأ دستوري لم يتم الالتزام به منذ سنوات طويلة والآن وقد حصل ذلك لا نملك إلا أن نشيد بالمبدأ وأنها خطوة أولى في الاتجاه الصحيح ولكنها غير كافية وتحتاج إلى تدعيم واستكمال وإضافات وتوصيات خاصة أننا بصدد التصويت على قانون الخطة في مداولة ثانية قادمة، وفي هذا المنوال أعجبتني مداخلة النائب خالد السلطان عند نقاش الخطة داخل مجلس الأمة عندما أشار إلى افتقار هذه الخطة إلى موضوع الشريعة واستكمال تطبيقها وهو ما تمناه أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله – نعم إن الامتثال لشرع الله هو أساس التنمية وأولى درجات الرقي والتطور، فالأمم لا تتقدم ببناء الجسور والمباني والأنفاق والسكك الحديد وناطحات السحاب فقط ولكن الأهم من ذلك كله هو بناء الإنسان وكيفية تنميته وهو ما غاب عن خطة الحكومة للأسف، ولا نشك في أنه لا يمكن أن ننمي الفرد إلا بدين ولا يوجد دين رفع وأعز أتباعه مثل الإسلام قال الله تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا).
ولا يوجد مثل الإسلام أنشأ مجتمعات قوية متآلفة ومتحابة، قال الله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) ولا يوجد مثل الإسلام اهتم واعتنى بالمرأة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «استوصوا بالنساء خيرا» واهتم بالشباب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «نصرت بالشباب» ولو أردنا الاستطراد بالكيفية التي استطاع بها الإسلام أن ينشئ أفرادا قادرين على صنع التنمية والحضارة لطال بنا المقام، إن من الأهمية بمكان أن نهتم ببناء الإنسان قبل بناء الطابوق والجماد وعندما ينصب اهتمامنا في هذا الاتجاه نستطيع أن نتفاءل ونقول: عندنا تنمية.
[email protected]