في كل سنة يكون شهر فبراير مخصصا للاحتفالات بمناسبتي الاستقلال والتحرير، ولا أحد يعترض على مبدأ الاحتفال والفرح والسرور خاصة بمناسبة عزيزة علينا مثل الاستقلال أو تحرير البلاد من الغزو الغاشم. ولكن لابد من الإشارة والتنبيه لوجوب الالتزام والانضباط بالثوابت الشرعية في مثل هذه الاحتفالات، فعندما رفع شعار هلا فبراير كانت بدايته عبارة عن حفلات غنائية تجرى بهذه المناسبة ثم تطور الأمر إلى مهرجان كامل متنوع كما نشاهده الآن، واعتراضي هنا على هذه الحفلات الغنائية وتلك المطربات اللاتي يغنين بملابس السهرة شبه العارية أمام الألوف ويشاهدها الملايين عبر الفضائيات، فهل يكون الفرح والاحتفال بمعصية الله وإظهار مثل هذه المنكرات؟! وهل من المستساغ أن تكون هناك ندوات دينية لمشايخ ودعاة اليوم وفي نفس الصالة والمكان أيضا تقوم مطربة تلبس اللباس غير المحتشم وتتمايل وترقص أمام خلق الله.. غدا؟! لابد أن نعلم أن شكر النعم يكون بالطاعات والالتزام بأوامر الله لا بالمجاهرة بالمنكر والمعاصي فهي نكران للنعمة وليست شكرا لها.
والفرح الحقيقي يكون بطاعة الله والأمر بالمعروف والإكثار من أعمال الخير، قال الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون) ولنعلم أن الفرح الحقيقي دائما يقترن بالطاعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «للصائم فرحتان، فرحة عند فطره...» وكذلك أعياد المسلمين التي يفرحون بها تأتي بعد طاعات مثل عيد الفطر بعد طاعة الصيام وعيد الأضحى بعد طاعة الحج.
وأستغرب من بعض الاخوة الذين ينادون بأن ترتدي المطربات لباسا محتشما وكأنهم رضوا بمبدأ الغناء والطرب، ولا شك في أن الغناء هو منكر ومحرم شرعا ولا يجوز أن نميّع الأمور ونرضى بأنصاف الحلول خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمحظور شرعي لا خلاف عليه.
فلا هلا بالأغاني والمنكر والخروج عن الحشمة، ومرحبا بكل عمل مباح لا يختلط بحرام، وكذلك يجب الانتباه إلى ما سيحدث بعد أسابيع وخاصة يومي 25 و26 فبراير من مظاهر احتفالية فوضوية تتمثل في خروج الشباب للشوارع ورش الرغوة على خلق الله والسيارات والتعرض للنساء والتحرش بهن بحجة الاحتفال حتى ان الكثير من ضعاف النفوس يستغل هذه المناسبة للاعتداء على النساء وذلك برش الرغوة على زجاج السيارات مع رفع مساحات السيارات حيث تضطر المرأة للنزول من السيارة وبعدها يتم الاعتداء عليها وانتهاك حرمة جسدها بحجة الاحتفال واظهار الفرح، وهذه فوضى ومنكر عظيم ولابد أن تتحرك وزارة الداخلية بشكل رادع لضبط هذه الأمور لا أن تكتفي بإغلاق الطرق والوقوف والتفرج على هذه الجهالات والسفاهات.
فأهلا بالاحتفال والفرح بالطاعة والمباح ولا هلا ولا مرحبا بالمنكر والفوضى والجهل.
[email protected]