دبي تلك الإمارة المعشوقة عالميا، التي يتغنى بجمالها وعبقرية قائدها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الجميع، عادت بي الذكريات إلى العام 1990 عندما غزا الطاغية صدام حسين بجيشه المجرم أرض الكويت، فاضطر الكثيرون إلى مغادرتها، والعيش بعيدا عنها، وقد كنت في تلك الفترة أدرس اللغة الإنجليزية في بريطانيا، فتعرفت على أسرة الرشدان الكريمة التي قامت باصطحابي معها إلى دبي للإقامة هناك ريثما يتم التحرير.
لا أنسى ولن أنسى ذلك الموقف المشرف من هذه الأسرة الكويتية العريقة التي ضربت أروع الأمثلة في المحبة والإخاء، وكانت لها أيد بيضاء على أحد أبناء الكويت.. وخلال هذه الفترة كانت دبي كسائر الدول العربية، لكن المفاجأة أنها قفزت بعد 5 أعوام بلمح البصر ما جعلها تتصدر المشهد العالمي فاشرأبت لها الأعناق، وأخذ الجميع يتساءلون عن الأسباب وراء هذه النقلة والازدهار.
برأيي المتواضع، السر الذي يعلمه الكثيرون ولا يطبقونه كان حاضرا بقوة في المشهد التطويري في دبي، بل كان المحرك الأساسي للنقلة النوعية، وكلمة السر هي عبارة عن حروف تتلخص في إدارة واستثمار العنصر البشري.
قد تتوافر لدينا الاموال، لكننا لا نختلف عن الآخرين في أي شيء، فالتميز يحتاج إلى الكلمة السرية التي التقطها باني دبي ورجلها الاول سمو الشيخ راشد آل مكتوم رجل الإدارة الناجح.
ماذا فعل راشد آل مكتوم؟ كيف تجاوز الفكر التقليدي إلى التطوير البشري في كل المجالات؟
باختصار، دبي لم تكن بحاجة إلى إلا عقلية استثنائية متميزة تحمل فكرا متطورا تتجاوز فيه حدود الزمان، وتعيش مستقبلها في الواقع، لم يكن سمو الشيخ راشد آل مكتوم رجلا يبيع الأمنيات لشعبه، بل كان يعمل بصمت، وبإخلاص ومحبة لقيادته الرشيدة المتمثلة في المرحوم الغالي على قلوب جميع العالم رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى.
رحل راشد آل مكتوم تاركا وراءه إمارة قوية، فتسلم نجله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الراية وتابع المسيرة، بعقليته الشجاعة، وإيمانه بالفرد أكثر من الآلة.
وبحكم كوني متخصصا في الإدارة، فإن قراءتي لواقع دبي وما وصلت إليه لم يكن ليتحقق لولا الصفات الاستثنائية التي يمتلكها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فالجينات التي يحملها مختلفة عن الآخرين، فهو عقلية شجاعة تؤمن بالمنافسة، ولا تخشى السقوط، ولا تهاب الصعود إلى القمم، وإن سقطت مرة فإنها تسارع للنهوض كالمارد النائم.
لقد سحبت دبي البساط من دول العالم بفضل محمد بن راشد، فهي الدولة الأولى بلا منازع، والمقصد المفضل لجميع الراغبين في التطوير والحياة الكريمة.
فإذا زرت دبي وتجولت فيها فستعلم حجم الإنجاز، وستدرك تماما أن العالم كله موجود فيها، وليس هذا فحسب بل ستكتشف أن الزمن يلاحقها، فلا توجد شركة عالمية إلا ولها في دبي أكثر من فرع، بالإضافة إلى الشركات الوطنية التي اعتمدت على سواعد أبنائها لبناء دبي حجرا حجرا، فدبي 1990 ليست دبي 2015.
وعندما أتحدث عن المواطن الإماراتي فإنني أتكلم عن شخصية تم تكوينها لتتوافق مع الفكر المتطور لباني نهضة دبي، وهذا مؤشر إلى ان كل المواطنين وحتى الوافدين إلى هذه الإمارة لديهم مهمة تتمثل في الإنجاز كل لحظة، فلقد زرع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في عقلية الجميع ألا ينظر إلى المذهب أو الطائفة فهو متجانس يؤمن بالإنتاج فقط.
وللأمانة، لا يمكنني إلا أن أسجل إعجابي الشديد بشخصية وإدارة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي جعل من دبي عاصمة العالم المتطور المتقدم، ودفع جميع الدول للسعي وراء ما تمتلكه دبي.
وختاما أقول: ان دبي تدين بالمحبة لكم، وبالعرفان لشخصكم، وتمنحكم 100% في بناء الوطن واستثمار العنصر البشري، فهنيئا للإمارة بباني نهضتها، وهنيئا لسمو الشيخ محمد بن راشد بدبي عاصمة العالم المتقدم.
[email protected]
abdulmuhsenhaji@