وصلت قلة الأدب من البعض في الفترة الأخيرة إلى التحرش في أماكن العمل، فبعض الرجال يتصورون ان كل امرأة هي مشروع عشيقة والمرأة العاملة غالبا ما تعاني في الحفاظ على علاقة سوية مع الزملاء الرجال، فتمتنع المرأة عن تجميل وجهها، وتتجنب أخرى ارتداء ملابس معينة لأن هناك من الرجال من يفهم علاقة الزمالة في العمل على انها وسيلة لإقامة علاقة مع زميلته وعادة يجرب الرجل إلقاء كلمة غزل لقياس رد الفعل وتتطور الكلمة لفعل في حالة عدم الرد السريع بشكل رادع وحاسم، حتى المحجبات والمنتقبات يتعرضن للتحرش والمعاكسات، فالمشكلة ليست في جسد المرأة أو في ملابسها لكنها في عقل ونفسية الرجل.
أما المرض الخطير فيظهر في التحرش بالأطفال من خلال جذبهم بالهدايا والحلوى ثم ترهيب الأطفال بالتخويف من معرفة أهلهم بما حدث، وأغلب من يميل للتحرش بالأطفال يكون من المصابين بمرض نفسي او من المراهقين بسبب التحولات الهرمونية والكبت، كما ان اغلب المتحرشين إما من الأقارب أو من الجيران والزملاء والمدرسين، حيث يقع الطفل ضحية للتحرش في وقت لا يراه فيه احد، فتحدث عنده مشكلات نفسية تظهر لها علامات منها التبول اللاإرادي والاضطراب في النوم والشذوذ وتكبر معه فتؤدي الى تكوين عقد نفسية.
>>>
المجتمع الذي يفكر بغرائزه لا يرى قيمة المرأة وإنما يرى قيمتها في جسدها ولذلك يعاني مجتمعنا من تخلف عقلي ونفسي، ولن يتطور المجتمع دون مشاركة المرأة بقيمها الإنسانية والتي لا علاقة لها بجمال وجهها أو مفاتن جسدها.
من الجهل أن يتحرش الطلاب بطالبة زميلتهم في جامعة القاهرة ثم يقال ان ملابسها كانت مستفزة مع أنها كانت ترتدي بنطلونا وبلوزة بكم، «يعني مش لابسة ميني جيب او بلوزة كت» ومع أنها من حقها أن تخرج بما تختاره من ملابس من دون تعرضها للتحرش، فتبرير التحرش وربطه بالملابس باعتبارها مستفزة يعطي الحق لأي جوعان أو عريان في مهاجمة محال الأكل والملابس وسرقتها لأنها تستفزه، والحقيقة أن استخدام التحرش سياسيا لتخويف الفتيات من المشاركة في المظاهرات وتشجيع التحرش الجماعي لكسر عين الفتيات هو الجهل بعينه، ويلوم الإسلاميون المرأة على التحرش بها فالإخوان في عيد الأضحى 2012 وزعوا منشورات بعنوان «لا تكوني سبب التحرش»، وفي عام 2013 اعلنت صفحة ائتلاف شباب السلفيين المصريين عن حملة «نعم للتحرش بالعاريات» ما أثار ردود فعل منها تعليق فتاة على الصفحة «واحنا نخلي الرجالة تتحرش بالمنقبات».. (كلمات قرأتها للأستاذ محمد نوار).
[email protected]
@almeshariq8