المتابع للأخبار المحلية في وسائل الإعلام الكويتية يشعر بالإحباط وخيبة الأمل على الحال المزرية التي وصلت اليها البلاد، بسبب الصراع المحتدم بين السياسيين الذين لا يفوتون فرصة لتعكير صفو الأجواء السياسية، وهو الأمر الذي ادى الى ايقاف عجلة التنمية والتطوير لسنوات طويلة، فكل شيء من حولنا ظل على حاله منذ ثمانينيات القرن الماضي، فحتى وقتنا الراهن لم نتمكن من بناء جامعة جديدة بدلا من الجامعات الحالية التي لم تعد قادرة على استيعاب الكم الهائل من الطلبة الدارسين فيها، فينتج عنها الكثير من المشكلات التي تؤخر تخرجهم، كما اننا منذ سنوات ونحن نسمع عن ملعب جابر الأحمد ولا نعلم ما اذا كان الوقت سيسعفنا ونشهد افتتاحه ام اننا سننتقل الى الرفيق الأعلى.
أما بالنسبة لبعض نواب مجلس الأمة فهناك نائب يهدد باستجواب رئيس الحكومة، وهناك نائب يقسم بأغلظ الايمان ان يسدد ضربة قاضية للوزير الفلاني ويسقطه من فوق كرسيه صريعا، ونائب آخر يبحث عن الفرصة المناسبة لكهربة الأجواء السياسية فور هدوئها، ونائب لا عمل لديه سوى الدفاع عن مصالحه الشخصية متغاضيا عن المصلحة العامة للبلاد والعباد، مرددا بينه وبين نفسه ان وجوده في قبة عبدالله السالم فرصة قد لا تتكرر وعليه أن يستغلها ولا يفوت لحظة واحدة على نفسه من دون ان يستفيد منها.
اقول قولي هذا وكلي ألم وحسرة على الواقع المرير الذي نعيشه، فبعض نواب الأمة خدروا العقول وضحكوا على الذقون بعد ان استغلوا بساطة المواطن الكويتي المغلوب على أمره واخذوا يتجادلون ويتناقشون في توافه الامور التي تعطى أكبر من حجمها، اذ يهولون كل ما يطرحونه، وهناك نواب يتشدقون بالدفاع عن رفاهية المواطن ويركزون على القضايا المالية ما بين زيادة رواتب واسقاط القروض وفوائدها والكوادر والبدلات لدغدغة مشاعر ناخبيهم لا اكثر ولا اقل من ذلك، ويغضون الطرف بشكل متعمد عن مشاريع البنية المنهارة اصلا والتي تحتاج الى وقفة جادة لإنقاذ كل ما يمكن انقاذه بدلا من وضع العصا في الدولاب.
يا سادة يا كرام، في الختام بقي ان نوجه سؤالا الى النواب الأفاضل الذين أوصلناهم الى قبة البرلمان: ألم تكتفوا بعد من كل هذه الأزمات السياسية المتلاحقة من اجل الكويت وعزتها؟!
***
الأحداث الأخيرة في الكويت ذكرتني بأغنية قديمة وأجمل من جميلة «يا وابور قولي رايح على فين».
[email protected] - @almeshariq8