تدخين المرأة للأرجيلة يعتبر من العادات الغريبة والدخيلة على المجتمع الكويتي فهي ظاهرة باتت منتشرة بشراهة بين فتيات وسيدات هذا العصر لدرجة أصبحت الشيشة جزءا لا يتجزأ من حياة هؤلاء الفتيات، ودق ناقوس الخطر ليعلن عن أمر غريب ومناف لعاداتنا وتقاليدنا، غريبة هي علاقة المرأة بالشيشة ومن يجهد نفسه للوصول إلى سبب مقنع لهذه الظاهرة فسيجد أسبابا عديدة ومتنوعة ولكنها في النهاية تطفو على ركام المجتمع، هل الشيشة طريقة للتنفيس وإن كانت بطريقة دخانية هذه المرة؟
لكن ما السر الذي جعل الشيشة تتسلل إلى المقاهي والبيوت وكأنها أمر طبيعي؟ ولماذا كل هذا الإقبال من النساء على الشيشة؟ وبعض النساء يعتقدن ان تدخين الشيشة اكثر امانا من تدخين السيجارة وبسبب وجود نكهات مختلفة تحسن مذاق الدخان وكذلك انتشار المقاهي التي تهيئ جلسات مريحة وخدمات للنساء!
الأبحاث الحديثة التي اجريت على تدخين الشيشة أظهرت أن تدخين الشيشة في أحسن الأحوال لا يقل ضررا عن تدخين السجائر.
ان تدخين دورة واحدة من الشيشة يطلق ما معدله أربعة أضعاف المادة المسرطنة وأربعة أضعاف الألدهايد الطيار وثلاثين ضعفا من أول أكسيد الكربون مما تطلقه سيجارة واحدة كما أظهرت الدراسة أن تدخين ساعة كاملة في الشيشة يطلق في الجو المحيط من المواد المسرطنة والسامة ما تطلقه نحو 20 سيجارة، أي ان تأثير التدخين السلبي الناتج عن تدخين الشيشة قد يفوق في خطره تدخين السيجارة.
تقول د.سميرة دهراب: تجد بعض الفتيات أن في تدخين الشيشة تحديا لمن ينتقص من حقوقهن في ممارسة الحرية في مجتمع تزدوج فيه المعايير بالنسبة للذكور والإناث، وكأن الواحدة منهن تصرح من خلال الدخان المتصاعد، بأنها فقط من تملك التحكم في زمام الأمور في حياتها وتلك صورة غير متزنة لإثبات الذات بشكل عكسي، وعن هذه الظاهرة أوضحت أنها صارت في اتساع فالمقاهي التي تقدم الشيشة صارت في ازدياد خلال العقدين الأخيرين، كما أن كثيرا من المطاعم صارت تستقطب الزبائن بتقديم الشيشة بعد الوجبة وصار هؤلاء الزبائن يحظون بالاهتمام والمكان الأفضل في المطعم، في حين يشعر غير المدخن بأنه منبوذ في زوايا مهملة، ما قد يشجع البعض على مجاراة تلك الظاهرة المتزايدة ليحظى بالاهتمام المناسب.
وبعض الفتيات اللاتي يدخن السجائر قد يجدن بعض الحرج في التدخين في الأماكن العامة نظرا لما يفرضه المجتمع من أعراف موروثة على مر الزمان والتي لا تحبذ ذلك، في حين أن تدخين الشيشة الذي ازداد أخيرا صار له ثقافة وأعراف، حيث استطاعت الفتيات فرض واقع يتسم بالتحدي ويتناسب مع رغباتهن ومن ثم ترى أن تدخين الشيشة أمر لا يتناسب مع أنوثة المرأة إلى جانب الأضرار الصحية التي تضعف البدن وتتسبب في زحف التجاعيد المبكرة.
وقد تذكرت هذه الأبيات التي قرأتها منذ فترة طويلة وهي:
توك على التدخين يا طفل توك
من أول المشوار جربت شيشة
يا طفل هذا الجو ما هو بجوك
خله لابوك ولا تفكر تعيشه
وان كان نوه صار يا طفل نوك
يخرب حريش أبوك يخرب حريشه
[email protected]
almeshariq8@