نداء الى السنة والشيعة في الخليج: يا أهل الخليج، انتم مكبلون بقيود الطائفية من حيث لا تشعرون، اقرأوا هذه الآية (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل)، أتريد مجتمعاتنا أن تكون ممن تنطبق عليه هذه الآية، لأنهم يرون بأعينهم ولكن كأنهم لا يبصرون؟!
أنتم تعيشون في زمن الفتن، الله يمتحنكم، أيام الفتن وليس أيام الرخاء، فعندما تكون هناك صديقتان من مذهبين مختلفين، ترتبطان بالمودة والتسامح، ففي الظروف العادية من الطبيعي انهما تتبادلان العلاقة الطيبة، ولكن متى نعرف المعدن الأصلي لتلك الصداقة؟ طبعا وقت المحن، هل ستصمد العلاقة أم ستنقلب إلى عداوة بسبب التعصب المذهبي؟
والله سبحانه طوال حياتنا يمتحننا، حيث يقول (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)، انتم كلكم سنة وشيعة تؤمنون بأن الله واحد وان رسولكم هو محمد، وان كتابكم هو القرآن.
هنا انتم تشتركون في هذه العقيدة، ولكن الله يقول لكم، انه لا يترككم أن تقولوا نحن مؤمنون بالله والرسول والقرآن ولكنه سيمتحنكم، فلماذا لا تستمعون إلى قول ربكم؟ أيهما أحق بالاستماع؟ قول ربكم أو قول البشر من علمائكم الذين يفتون لكم بأنه لابد من القتال، يحرضونكم لتكونوا وقودا لتلك الحرب الخاسرة، لتقضوا بعضكم على بعض، ويوم الحساب سيسألكم، ألم يوصيكم رسولكم بأن القاتل والمقتول في النار؟! ستقولون له نحن قتلناهم لأنهم كفار، فسيقول لكم: هم يشهدون الشهادتين، ويقرأون القرآن، ستقولون: إنهم جاءوا ليقتلوننا، فسيقول لكم: ألم يوصكم رسولكم بأنه في زمن الفتن الزموا بيوتكم وقولوا مثلما قال هابيل لأخيه قابيل (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط إليك يدي لأقتلك).
مع الأسف، علماء وشيوخ ودعاة الدين هم الذين يحرضون الناس على الخروج للقتال، ولم يخرج علينا عالم او شيخ أو حتى خطيب المسجد، لم يخرجوا ليقولوا للناس كلمة الحق.
في مثل هذه الظروف المفروض أن يخرج العالم السني ليدعو جماعته إلى عدم المشاركة في الفتنة، وكذلك العالم الشيعي عليه أن يدعو جماعته الى مثل ذلك.
نعم، نعترف بأن دولنا ينقصها العدل وان الكثيرين يعانون من بخس حقوقهم، ولكن هل نستبدل المرض بمرض آخر؟!
إذن مجتمعاتنا تعاني الآن من الظلم والفساد، فهي ستعاني بعد تحريض الناس بصورة أكبر ستعاني بالإضافة إلى الظلم والفساد حرب تأكل الأخضر واليابس، وتشريد وانتهاك الحرمات والخوف والرعب وعدم الأمان.
فمثلما الإنسان يمرض، ويشتكي من مرضه، ولكنه عندما يرى غيره يعاني من مرض يهدد حياته يحمد ربه على أن مرضه بسيط ومستعد لأن يصبر على بعض الآلام.
كذلك المجتمع، فهو يمرض، ويبتلى بالظلم والفساد، ولكن هناك مجتمع ينعدم فيه الأمان وتنتشر الجريمة والقتل والتهديد والتفجيرات والعمليات الإرهابية، والتهجير والتشرد وترك المدن والبيوت، فيسكن الناس الخيام وينتظرون المعونات.
فهل تعتقدون أنه بعد التحريض على قتل بعضكم بعضا، ستعيشون في أمان واستقرار وستكون حياتكم افضل من الحال الذي انتم عليه؟!
بادروا ولو بكلمة، استخدموا تويتر والانستغرام والفيسبوك وغيرها، عليكم أن تقولوا كلمة الحق من أجل دين محمد صلى الله عليه وسلم وليس من اجل المذهب. يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم «تظهر الفتن ويكثر الهرج (وهو القتل) فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا»، فهل انتم تعتقدون عندما تتقاتلون وتقولون سنة وشيعة ستبقى عندكم قوة سواء بشرية أو اقتصادية أو عسكرية إذا تخلصت وانتصرت طائفة على غيرها؟! هل تستطيع ان تنهض لمحاربة عدو الإسلام الأول وهو الصهيوني ما دامت الأسلحة التي تستخدمونها في قتل بعضكم بعضا ليست من صنعكم؟ هل تعتقدون أن عدوكم أميركا ودول الغرب وغيرها، والتي تربطها مصالح مع إسرائيل، ستزودكم بالسلاح لقتل الصهاينة؟!
سؤال أخير: من صنع «داعش»؟ ومن زوده بالسلاح ليقتل السنة والشيعة ويسعى وراء الفتنة؟!
أفيقوا، فأنتم في سبات عميق، أفيقوا قبل أن تقع الفأس بالرأس..
هذه من أجمل الرسائل التي وصلتني ولا اعرف من كاتب هذه الأسطر.
[email protected]
almeshariq8@