لماذا لا يتم إنشاء جمعية نصف أعضائها معينون ونصفهم منتخب لفك الكرب عن المدينين والمعسرين العاجزين عن سداد ديونهم لأن هذا العمل عظيم، لأنه ليس هناك بلاء أعظم من دخول السجن بسبب العجز عن سداد الدين يا له من أجر عظيم لفك أسر الآلاف أو المئات من السجناء من الرجال والنساء والأمهات والعجائز العاجزين عن سداد أقساط ديونهم أو بسبب أقساطهم للشركات أو البنوك، وحتى البنوك الإسلامية تعمل ضبطا وإحضارا ومنع سفر للمعسرين وكلها أقساط لا يزيد حجمها عن بضعة آلاف من الدنانير دخلوا بسببها إلى السجون، في الوقت الذين نجد من قاموا بالاستيلاء على المال العام بالملايين أو المليارات يرفضون سدادها وبعضهم لم تتم محاكمتهم أو وضعه في السجون، فعلينا أن نتذكر أن مساعدة المدين هي أحد مصارف الزكاة الشرعية، ومن المحزن أن يكون بيننا مسجون عجز عن سداد دينه، وفي هذا المجال يمكننا أن نطالب بإنشاء جهة شرعية تتلقى الزكاة والتبرعات وتقوم بإنفاقها في مصارفها الشرعية، ويكون لديها القدرة على الوصول إلى مستحقي الزكاة ورفع الحرج عنهم، خصوصا أن الكثيرين منهم ممن قال الله تعالى فيهم «تحسبهم أغنياء من التعفف» ويتم أيضا مساعدة أسر السجناء ومساعدة الفقراء والحكومة هي المسؤولة عن هذه الجمعية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه» رواه البخاري.
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئا قال: لا قالوا: تذكر قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجاوزا عن الموسر قال: قال الله عز وجل تجاوزوا عنه» رواه البخاري، وأنا هنا لا أنكر ما تقوم به الإدارة العامة للتنفيذ في وزارة العدل ممثلة في رئيس الإدارة والمستشارين والقضاة في التسهيل على المعسر بالتقسيط له ولا أنسى موظفي هذه الإدارة ومنهم الأستاذة عذاري المقصيد والأستاذ منصور القطان، ادعوا معي أن يولي أمورنا خيارنا ولا يولي أمورنا شرارنا.
[email protected]
almeshariq8@