لعب جرجي زيدان دورا خطيرا في تحريف التاريخ الاسلامي عن طريق قلب الحقائق وتحويلها الى أباطيل وهذا من عادة حثالة المستشرقين المزيفين ومن سار في ركابهم، ولد جرجي زيدان عام 1861م من عائلة نصرانية في بيروت والتحق بالكلية السورية الانجليزية، ذهب الى مصر وهناك وجد مرتعه الخصب من قبل الانجليز المستعمرين فعمل مترجما للانجليز في مصر والسودان، وفي عام 1885م عاد الى بيروت فانتخبوه عضوا في المجمع العلمي الشرقي، ثم عاد الى مصر في عام 1892م وأسس مجلة الهلال وهذه المجلة تصدر الى يومنا الحاضر، وقد قام بتأليف الكثير من الكتب وهي في الحقيقة لتشويه صورة الاسلام النقية وفي هذه المؤلفات: كتاب فتاة غسان شوه في هذا الكتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ووصفهم بالبطش والنهب، وهذا الوصف ينم عن أن الشريعة الاسلامية ليس لها مصدر إلهي، وروحي سماوي، وهو بذلك يحاول إثبات عدم صدق الرسول في دعواه للنبوة، كما صوره صلى الله عليه وسلم وأصحابه على أنهم عصابة من قطاع الطرق جل همهم هو مهاجمة القوافل ونهبها والفتك بأصحابها، «كتاب أرمانوسة المصرية» وفيه شوه سيرة حياة الصحابي الجليل والفاتح العظيم عمرو بن العاص، حيث وصفه بالدهاء والمكر والحيلة وبأنه أشبه ما يكون بشخصية الأمير في رواية ميكافيلي، الذي يقول إن الغاية تبرر الوسيلة، ووصف الصحابي الجليل والقائد العظيم أبا موسى الأشعري بالسذاجة والبساطة والبلاهة وهو في نظره أشبه ما يكون بالدرويش الذي لا يدري في أمور الدين ولا الدنيا شيئا، وفي «كتاب عذراء قريش» شوه فيه سيرة حياة الخليفة عثمان بن عفان والخليفة علي بن أبي طالب وأم المؤمنين عائشة رضي اللهم عنهم أجمعين، «كتاب 17 رمضان» شوه فيه سيرة خلفاء بني أمية، على حين ان عز الاسلام والمسلمين كان في عهد بني أمية، حيث وصلت الفتوحات الاسلامية في عهدهم من بلاد الصين شرقا الى بلاد الغال فرنسا غربا، «كتاب فتح الأندلس» شوه فيه حياة طارق بن زياد والقائد الاسلامي العظيم موسى ابن نصير، حيث زعم أن موسى بن نصير قد حقد على طارق بن زياد وتفنن في إهانته وازدرائه والتقليل من شأنه، «كتاب شارل وعبدالرحمن» حيث أعطى صورة مشوهة لسيرة عبدالرحمن الغافقي وأعطى صورة مخالفة لما حدث في معركة بلاط الشهداء، حيث صور المسلمين بأن جل همهم هو جمع الغنائم، كما أن في حقيقة الأمر أن المسلمين لم ينهزموا في تلك المعركة الشهيرة ولم ينتصروا أيضا وإنما استمرت المعارك سجالا بين الطرفين وانسحب المسلمون منها انسحابا منظما نظرا لقلة عددهم 50 ألف مقاتل في مقابل 400 ألف مقاتل في الجانب الأوروبي، «كتاب أبو مسلم الخراساني» أعطى صورة زائفة عن أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي كما صور العرب على أنهم متغطرسون ومتكبرون وعنصريون، «كتاب العباسة أخت الرشيد» شوه فيه سيرة هارون الرشيد الحاجّ الغازي، حيث انه كان يحج عاما ويغزو عاما آخر، فوصفه بأنه سفاك دماء يقتل على الشبهة وجل همه هو الحفاظ على عرشه كما وصفه بأنه لاه مفتون بالنساء كما صور أخته العباسة بأنها السبب المباشر في نكبة البرامكة وهكذا بقية كتبه المشبوهة التي شوه فيها صورة الاسلام وأبطاله العظام وقادة الفتوحات الذين صورهم في كتبه على أنهم رمز للنهب والسلب والبطش والظلم، ونجده حين يتكلم عن النصرانية والكنائس والرهبان والقساوسة يقدم لهم جليل الاحترام، وقد أشار الشيخ الاسكندري الى أن مما يؤخذ على جرجي زيدان أنه كثير النقل من مستعربي الافرنج من غير تمحيص لمؤلفاتهم وانه يخطئ في الاستنتاج وانه يقيم الدعوى بغير دليل ويخطئ في النقل، وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله ان جورجي زيدان الجاهل المبين بالعلوم الاسلامية وبالتالي فهو غير مؤهل لتأريخ أمور المسلمين.
****
أشكر الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحصين على إهدائه لي أكثر من كتاب في تأليفه ومنهم أبناء إبليس، الماسونية ونواديها الروتارية.
[email protected]
almeshariq8@