ظهر في عائلة الشاهين الغانم العديد من نواخذة السفر الشراعي الكويتي المعروفين كما كان بعضهم من الشخصيات الكويتية البارزة مثل الجد شاهين الغانم وأبنائه خليفة الشاهين ومحمد الشاهين وجدي والد والدتي جاسم الشاهين وعبدالرحمن الشاهين، وكان ديوان شاهين الغانم ملتقى للأصدقاء والضيوف في داخل الكويت وخارجها حتى توفي عام 1942 فورث عنه ابناؤه ارتباطهم بالكويت وبالبحر والسفر الشراعي، ولم يقم الجد شاهين الغانم بقيادة السفن الشراعية وإنما امتلك بعض السفن مثل «البغلة وعنبر طويل» التي كان يقودها ابناه خليفة ومحمد، اما خليفة فقد تعلم قيادة السفن الشراعية، وكان نوخذة في سفينة والده «عنبر طويل» لكنه ترك ركوب السفن بعد مدة ليواصل ابناه علي وعبدالوهاب قيادة السفن الشراعية وبقي خليفة في المدينة (الكويت) يدير أعماله التجارية ويبت في القضايا التي تحدث بين البحارة والنواخذة هو واخوه محمد الشاهين وبراك بن خميس، كما كان خليفة مرجعا تاريخيا عن الكويت آنذاك، ولقد تحدث اليه كثيرا القبطان آلن فاليرز الذي ذكر خليفة الشاهين الغانم وأثنى على معلوماته التاريخية في كتابه «أبناء السندباد» عام 1938 وحين مات عام 1953 كان ابناؤه مازالوا يقودون السفن الشراعية، اما محمد شاهين الغانم فقد كان مثل اخيه خليفة في شخصيات الكويت البارزة ولم يركب البحر نوخذة الا سنين معدودة «سنوات الحرب العالمية الأولى» فقد ركب نوخذة على أحدث سفن والده ربما «عنبر طويل» وبينما كان في احدى السنوات في البصرة لشحن التمور أصاب سفينته هذه بعض العطل لكن الاستاذ عبدالله عبدالرسول كان معه فقام بإصلاح العطب واستمرت رحلة النوخذة محمد الى الهند، وحين ترك النوخذة محمد شاهين الغانم ركوب السفن كان ابناه عبدالله وخالد الشاهين شبابا ونواخذة يقودون سفن العائلة الى موانئ الهند وساحل افريقيا الشرقي، وبقي من أبناء شاهين الغانم جدي (والد والدتي) جاسم شاهين الغانم واخوه عبدالرحمن.
اما جدي جاسم الشاهين فقد تعلم قيادة السفن الشراعية من اخوته، وكان نوخذة في بوم للعائلة لكنه لم يستمر في ركوب البحر بل ترك قيادة السفن مبكرا، وبقي في عدن مدة طويلة كان يعمل خلالها وكيلا للعائلة ولغيرها من تجار الكويت، فكان اذا وصلت سفينة كويتية الى عدن محملة بالتمور فإنه يرشد نوخذتها الى أفضل الأسواق هناك لبيعه فيها.
وحين بدأ السفر الشراعي الكويتي يضمحل ترك النوخذة جاسم الشاهين عدن وعاد الى الكويت حتى توفي فيها، لكن اخيه عبدالرحمن لم يركب البحر ولم يقم بقيادة السفن الشراعية بل ذهب مبكرا الى كراتشي وبقي وكيلا لتجارة العائلة ولغيرها من عائلات الكويت حتى توقف السفر الشراعي الكويتي ولم يعد الى الكويت، بل بقي في كراتشي حتى مات ودفن هناك، ونذر النوخذة عبدالوهاب الخليفة حياته للبحر وقيادة السفن وأمضى في ذلك أفضل سنوات شبابه، وكان مستمرا في قيادة السفن الشراعية حتى بعد ان اصبح شيخا كبير السن، ولقد قام خلالها بقيادة العديد من السفن التابعة لعائلته أو لغيرها من العائلات الكويتية ولم يترك مكانا لم يبحر اليه في المحيط الهندي أو بحر العرب، فقد سافر الى معظم «بنادر» الهند الغربية وساحل افريقيا الشرقي، وقد كان في رحلة الى ساحل افريقيا الشرقي عام 1938 في سفينة بوم عبدالوهاب بن خليفة عندما شاهده القبطان الن فاليرز وذكره في مواضع عديدة في كتابه «ابناء السندباد» بل انه كان في دلتا الروفيجي «تنزانيا» في ذلك العام لشراء الجندل في ذلك المكان المرهق والمخيف ولم يترك النوخذة عبدالوهاب قيادة السفن حتى توقف السفر الشراعي فلزم المدينة وكان شيخا قارب السبعين آنذاك.
تعلم النوخذة عبدالوهاب قيادة السفن من والده خليفة شاهين الغانم ثم من النوخذة عبدالوهاب بن عبدالعزيز القطامي الذي دربه على أصول الملاحة والقياس حين كان يصحبه معه في سفينة البغلة «البدري» وحين اصبح نوخذة بدأ في قيادة السفن فركب نوخذة في سفينة جدي شاهين «الوشار» ثم تسلم قيادة سفينة جده «كاكه» أو «النيباري» كما كان يسمى ايضا، توفي النوخذة عبدالوهاب في 20/7/1965 وكان قد بلغ من العمر حوالي 84 عاما.
المصدر: السفر الشراعي في الكويت.