أهداني الأخ والصديق العزيز السيد طارق فارس الوقيان كتابا بعنوان «رحلة وقف النور الخيري الى ديار المحسنين» للأستاذ ناجي الناصر، وشعر الأستاذ شريف قاسم، وكتب د.عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي هذا السفر الخيري الذي ارتقت معانيه وتسامت مقاصده وتألقت حروفه باستجابة المحسنين الأبرار لنداء التراحم والتواد والتكافل في شريعتنا الإسلامية الغراء لإدراك أهل الفضل هؤلاء لمواصفات الخطاب الرباني في اصطفاء الرجال الذين ترنو أعينهم الى ما عند الله سبحانه وتعالى من جزيل المثوبة وكريم المقام في جنات الخلود وحيث جاء هذا السفر في قصائد شعرية ليكون أقرب الى نفس القارئ والسامع وليكون اكثر تأثيرا من الصياغة النثرية في هذا المجال، فالشعر كما هو معلوم ديوان العرب وثّقوا فيه ايامهم المشهودة وصفاتهم المحمودة منذ حقب ما قبل الدعوة الإسلامية والى يوم الناس، هذا فالشعر سهل الحفظ والتداول وخصوصا اذا جاء مجسدا لسير مثل هؤلاء النفر الأخيار الذين صفت نفوسهم وتسامت أرواحهم في هذا العصر بالذات ليكون أنشودة البر والفضل على كل لسان ولعل صياغة سير الرجال المتميزين بهذا الأسلوب الجديد رؤية مبتكرة مؤطرة لقيم الدين الحنيف لتحقيق إنسانية الإنسان تجاه أخيه الإنسان فكيف إذا كان المحسن والمحتاج كلاهما مسلمان، الكتاب به اكثر من شخصية ومنهم على سبيل المثال السيد ابراهيم مضف المضف، السيد ابراهيم بن ناصر الهاجري، السيد احمد البزيع الياسين، السيد بدر شيخان الفارسي، السيد بشر يوسف الرومي، السيد ثنيان بن ثنيان الغانم، السيد حمد عبدالله الصقر، السيد خالد يوسف المرزوق، السيد خضير عبدالله الشهاب، السيد عبدالرحمن محمد البحر، السيد عبدالرحمن عبدالوهاب الفارس، السيد خالد عبداللطيف الحمد، السيد عبدالرحمن حمود السميط.
وكتــب عن جــدي حمد عــبدالمحسن المـشاري:
أبا عبدالعزيز الفضلُ باد
بما خلفت من بيض الأيادي
رحلت وكل حي لارتحال
فطال الشجو في أهل البلاد
كويت الخير أشجاها فراق
على (حمد المشاري) ذي العماد
رحلت وذكرك الميمون باق
بديوان المآثر والوداد
حمامة مسجد ألفت أليفا
بذكر الله في درب السداد
فطوبى للفتى يعتاد خيرا
فما أحلى السمو على اعتياد
وعشت بطيب أخلاق وحب
لكل الناس فاض من الفؤاد
تواضعُ مؤمنٍ فيه اعتزاز
وتقدير أصحاب الجلاد
وصبر في المصائب لا يجارى
وحمد للإله من العباد
ورفت نفسه للعلم حتى
تحلى سعيه بيد الرشاد
وحدّث في (المدينة) واستفاضت
مآثر نفسه في كل ناد
وعرج للكويت مع اهتمام
ليرعى فيه أسباب اعتداد
وظائف لم يزل فيها وفيا
لأهل كويته من كل عاد
فعضو في المعارف ما تناسى
سبيل المجد من غير انتقاد
وفي القانون والدستور أوفى
وما غير المفيد بمستفاد
وجاء السوق متجرا فألفى
تجارته على خير امتداد
وأغناه الإله بحر مال
وجنبه السبيل إلى الكساد
فبورك من فتى ما عاش إلا
لدين الله، بورك من جواد
بنى لله مسجده المسمى
بباسم فقيده حلو النجاد
فيا عبدالعزيز رحلت لكن
أبوك البر يهزأ بالعوادي
ونعم المحسن الداعي لخير
وخدمة من أتوا من كل واد
ومجلس أمة فيه رجال
وبينهم المشاري خير حاد
جسور إن دهى خطب وغزو
وما لجواد خير من نفاد
وأمضاها ليالي مشرقات
بنور لاح في أفق اتقاد
وعاش مكرما تسعين عاما
وغب، وغاب في درب المعاد
فيا آل المشاري جاء وفد
(لوقف النور) من أقصى البلاد
ليسقي من يد الإحسان قوما
ويروي بالمآثر قلب صاد
لقرآن وتعليم ومشفى
وللأيتام يحفظ من فساد
ونرجو الله توفيقا فإنا
وإياكم على نهج السداد
[email protected]
almeshariq8@