جاء في صحف ابراهيم عليه السلام وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يقول: «من العزيز الحميد الى من أبق من العبيد، سلام عليكم، هذه رسالتي اليكم، بما اختصصتكم به من نور العلم وذكاء الفهم، فأول شيء اني اخرجتكم من العدم الى الوجود، واخترت لكم الجود، وانشأت لكم الاسماع فسمعتم، والابصار فأبصرتم، والألسنة فنطقتم، والقلوب فعلمتم، والعقول ففهمتم، واشهدتكم على انفسكم بالوحدانية فشهدتم، وعند الاقبال ادبرتم، وبعد الاقرار انكرتم ونقضتم عهودنا، فلا يوحشنكم ذلك منا، فان عدتم عدنا، وزدنا في الكرم وجدنا، فمن عثر اقلنا، ومن تاب قبلنا، ومن نسي ذكّرنا، ومن عمل قليلا شكرنا، نعطي ونمنح، ونجود ونسمح، ونعفو ونصفح، كرمنا مبذول، وسترنا مسبول، عبدي، انظر الى السماء وارتفاعها، والشمس وشعاعها، والأرض واقطارها، والبحار وامواجها، والفصول وازمانها، والاوقات واتيانها، وما هو ظاهر وكامن، ومتحرك وساكن، ومستيقظ وراقد، وراكع وساجد، وما غاب وماحضر، وما خفي وما ظهر، الكل يشهد بجلالي، ويقر بكمالي ويعلن عن ذكري، ولا يغفل عن شكري، عبدي، اذكرك وتنساني، واسترك ولا ترعاني، لو امرت الأرض لابتلعتك في حينها، او البحار لاغرقتك في معينها، ولكن احميك بقدرتي، وامدك بقوتي، واؤجلك الى اجل اجلته، ووقت وقتّه، فوعزتي وجلالي لابد لك من الورود علي، والوقوف بين يدي، اعدد عليك اعمالك، واذكرك افعالك، حتى اذا ايقنت بالبوار وقلت لا محالة انك من اهل النار واليتك غفراني، ومنحتك رضواني، وغفرت لك الاوزار، وقلت لك لا تحزن فمن اجلك سميت نفسي الغفار.
[email protected]
almeshariq8@