أبوه طبيب بشري هو د.محمد خالد الخاشقجي، عمل طبيبا للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وترقى حتى أصبح وزيرا للصحة، وعدنان هو أكبر الأبناء في عائلته، أخته سميرة الخاشقجي وهي والدة دودي الفايد ابن الملياردير المصري محمد الفايد الذي كان يملك محلات هارودز الشهيرة، له أخ يدعى عصام الخاشقجي.
عدنان الخاشقجي كان الاسم العربي الأكثر شهرة بين رجال الأعمال والمال، ولا يزال اكثرها غموضا، وكان الاسم الأبرز في الحضور عبر الصحافة الأميركية والبريطانية في فترات طويلة في السبعينيات والثمانينيات، وكان رجل السلاح الذي توده شركات تصنيع الأسلحة وبيعها، وكان نجما مغريا لفنانات هوليوود، وكان رجل مفاوضات سياسية أحيانا، وكان صاحب علاقات كبرى برؤساء دول وزعماء، وكان اسمه لا يغيب عن قائمة أثرياء العالم.
جميعها خبر كان.
وفي «كان» الفرنسية قضى متعه وجعل منها لمعة الماس.
أنا شخصيا أتذكره وأنا صغير لانه كان لدينا شقة في «كان» وأكثر من مرة أراه ينزل أو يصعد يخته «نبيلة»، وهو رجل كبر سنه اليوم ولم يعد لديه من كل تلك الكانات سوى أرجيلة يأخذ منها ما تستطيع أنفاسه شهقه ليرمي دخانها الى الأعلى كما هو حال ثروته التي تبخرت بعد عقود من البذخ والمال الذي يبلغ متوسطه السنوي قرابة النصف مليار دولار، له من الأبناء 6 من زوجتين بينما هو رجل مزواج في العشق وما تمليه عليه حياته المالية.
ابنته الكبرى نبيلة هي الأقرب إليه، فجعل اسمها عنوانا ليخته الشهير في سواحل «كان»، والذي اشتراه الأمير الوليد بن طلال.
أم نبيلة السيدة ثريا زوجة عدنان الخاشقجي الأولى دخلت تاريخا مختلفا وجعلت من طلاقها صفقة مالية بعد تسوية هي الأعلى في العالم، فحصلت على قرابة 500 مليون دولار.
هو لطيف المعشر مبتسم دائما وان ثارت الظنون واشتعلت المحاكم بقضايا ضده، رجل ديبلوماسي قليل الكلام يعشق الإجابات القصيرة والأرقام الكبيرة، منهجه الغموض والتباهي باسمه يحضر أمام كبريات الشركات والتحالفات فيكسب لأن القوة والهدوء من صنيعة الإنسان اللماح الذكي في أهدافه حتى اشتعلت له الحياة طربا.
هو رجل الفكرة والأفكار منهجه، عمل في كل شيء، لكن السلاح كان التهمة التي لا تنفك عنه، بل شرف حمله الى الصعود، هو بالتجريد الحرفي لم يكن إلا وسيطا، وسيط قطاعات الأسلحة وحمل وكالة كبريات الشركات الأميركية للشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية ليكون النموذج الأعتى الذي لا يمكن التنبؤ بما قد تقوده أفكاره إليه، كان أحد صناع جسور إيصال الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى هرم الرئاسة، حيث كان مستشاره القانوني، وتردد اسمه في قضية إيران كونترا، حيث قيل انه عمل وسيطا سريا في تبادل الرهائن الأميركيين مقابل سلاح لإيران خلال حربها مع العراق، ولاحقا كان حاضرا لمقاومة اي قرار يجعل أميركا تشن حربها على العراق في العام 2003 من خلال علاقاته التي لم تشفع له ان يكون وسيطا من جديد، بعد ان آمن الخاشقجي بأن خطة أميركا الجديدة هي تقسيم جديد للمنطقة يهدف أولا وأخيرا لحماية إسرائيل.
تعرض للسجن نهاية الثمانينيات في أميركا بتهمة مساعدة أسرة الرئيس الفلبيني الشهير ماركوس في نهب مليارات من خزينة الدولة لكن البراءة جاءته سريعا قبل ان تهزه رياح السوء.
نشرت مجلة «تايم» تقريرا عن عدنان الخاشقجي ذكرت فيه ان نفقاته الشخصية في اليوم تقترب من أرقام المليون دولار قبل ان يتعرض الى خسارة كبرى تجاوزت المليار بعد غرق مناجم ألماس كان يملكها في ولاية يوتاه الاميركية خلال الثمانينيات كذلك وهي حقبة عصره الماسي.
اليوم لم تعد الأضواء مسلطة عليه، يريد استعادتها عبر كتاب يحكي سيرته وسيقضي على تساؤلات أجيال كانت تتمنى ان تعيش بالقرب من رجل سعودي يصنع المال.
(أخذت بعض الأسطر عن عدنان الخاشقجي من صحيفة «العرب»).
[email protected]
almeshariq8@