أعلنت الحكومة عن إنجاز عدة مشاريع تنموية في المستقبل من أجل النهوض بالخدمات العامة لتسهيل استفادة المواطنين من تلك الخدمات، ومن أبرز هذه المشاريع إحياء جزيرة بوبيان بمشاريع تنموية، ومنها المنطقة الحرة وطريق الحرير، وهناك مشاريع باشرت وزارة الأشغال بتنفيذها تتمثل بالطرق السريعة لربط مدن الشمال بالعاصمة والمناطق السكنية.. ووزارة الصحة أيضا بدورها شارفت على إنجاز مستشفى جابر الكبير الذي سوف يخدم العديد من المناطق السكنية.. ومستشفيات جديدة في عدة مناطق، والتربية والتعليم لديها مشاريع لبناء مدارس في المناطق الجديدة، والتعليم العالي تستعد لإنجاز الجامعة في الشدادية.. وهناك مشاريع أخرى أدرجتها الحكومة على جدول مشاريع التنمية المستقبلية.. ورغم هذا الزخم من المشاريع التنموية، فما زال نوابنا الأفاضل أعضاء مجلس الأمة مشغولين بقضايا ليست لها أي علاقة بخدمة الوطن والمواطنين، حيث انشغلوا أيضا في قضية حبس الذين اقتحموا مجلس الأمة وأساءوا لهيبة الدولة.. لقد أضاع هؤلاء النواب وقت مجلس الأمة دون أن يعطوا تلك المشاريع أي اهتمام من قبلهم، حيث انشغلوا للدفاع عن زملائهم المسجونين بأحكام قضائية.. بل ذهب البعض بالطعن بأحكام القضاء وادعى أنها أحكام قاسية رغم أن القاضي يصدر أحكامه استنادا للقوانين الشرعية ورغم وجود لجان متخصصة في مجلس الأمة إلا أننا لم نسمع بأن هذه اللجان طرحت مقترحات ومشاريع لتطوير الخدمات العامة في البلاد.. ومن المفروض أن يقوم المجلس بمناقشة المشاريع التنموية التي تريد الحكومة تنفيذها لمساعدة الدولة في إنجاز المشاريع، وذلك لطرح ملاحظات وأفكار لتدعيم المشاريع المستقبلية.. دعونا من حوارات بيزنطية لا تعود بالفائدة على أساسيات العمل النيابي ولابد أن تكون توجهاتنا واهتماماتنا تصب في صالح الوطن والمواطنين لا أن نشغل وقت المجلس في قضايا للدفاع عن أعضاء أحزابنا.. الحزب الذي يجب أن نوليه ولاءنا واهتمامنا حزب الكويت.. لأن الكويت هو الوطن الذي يستحق منا الاهتمام والولاء وليس الحزب الذي تنتمي إليه.
لقد بلغ البعض من نوابنا بالتشكيك في أحكام القضاء التي تصدر استنادا للدستور وتحقيق العدالة والمساواة بين الناس.. لكن هؤلاء البعض يريدون أن يفصلوا القوانين وأحكام القضاء وفقا لمصالح ربعهم أعضاء أحزابهم.. ولابد أن نعود بالذاكرة إلى أيام الاحتلال العراقي البغيض، حيث خرجت مظاهرات إخوانية في مصر والأردن والجزائر وتونس والمغرب تؤيد الاحتلال وصدام حسين بحجة معارضتهم للتدخل الأميركي ولو قبلنا بحجة هؤلاء المؤيدين لصدام هل ستتحرر الكويت من الغزو الصدامي.. ومما يؤسف له أن يواصل هؤلاء البعض سياساتهم المعادية للكويت.
يا ناس يا هؤلاء البعض، كفاية ظلما للكويت وأهلها، كفاية ولاؤكم لغير الكويت التي رعتكم وتعلمتم وطورتم أنفسكم بدعم من الكويت وليس الحزب الذي تنتمون إليه والدول الممولة لحزبكم.. هناك تآمر على الدولة من جماعة كانت تخطط لانقلاب وتغيير نظام الحكم، وهناك جماعة تريد أن تهيمن على سلطة الدولة لتعيين وتنفيع أعضاء الجماعة.. الكويت هي الوطن الذي يجب أن نوليه اهتمامنا وولاءنا وأن نسعى للنهوض بكل جوانب الحياة فيها لأن هذا يعود بالفائدة على كل أهل الكويت.
من أقوال سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «إن سلامة الجماعة إنما تكمن في وحدتها وإن قوتها إنما تكمن في تماسكها»..
والله الموفق،،،