هل ماتت عروبتنا واسلامنا وضميرنا وانسانيتنا ونخوتنا ومروءتنا وكرامتنا ونحن نقف متفرجين ـ أو ان بالغنا ممتعضين ـ عما يرتكبه السفاح معمر القذافي في حق شعبه الاعزل من بشائع ووحشية وترويع وتشريد؟! اين انت يا شيخ الشهداء واسد المناضلين المجاهدين في سبيل تحرير ليبيا الابية من قبضة المستعمر الايطالي؟ اين انت يا عمر المختار يا من خضت مئات المعارك في وجه المعتدي الغازي كي تحيا ارادة شعبك، اين انت يا ابن السنوسية المجيدة يا من لاقيت زحف الدبابات والمدرعات بصهوات الجياد والبنادق، وقاومت قصف الطائرات والراجمات بقلوب لا ترتجف ولا تجزع من ويلات المنايا؟
اين انت ايها اللواء المرتكز على هامة التاريخ والمجد مما يحدث لاحفادك الليبيين الذين يذوقون صنوف العذاب على ايدي زبانية النظام الليبي المجرم ويتجرعون كؤوسا من شقوات الموت؟! اين انت يا من رثاك امير الشعراء شوقي بأبياته المبكية من هذا المشهد السوداوي الذي يلف أمة بأكملها؟!
ركزوا رفاتك في الرمال لواء يستنهض الوادي صباح مساء
ويقول شوقي موجها خطابه للشعب الليبي:
يا أيها الشعب القريب أسامع فأصوغ في عمر الشهيد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب وحرمت اذنيك حين تخاطب الإصغاء
ذهب الزعيم وأنت باق خالد فانقد رجالك واختر الزعماء
وأرح شيوخك من تكاليف الوغى واحمل على فتيانك الأعباء
اين انت يا من قلت وانت على حبل المشنقة: نحن قوم نموت أو ننتصر ولكننا لا ننهزم؟!
يا شعب ليبيا اصمدوا فالنصر آت حتى وان بلغت القلوب الحناجر، فأنتم من نسل رجال احرار غيروا مجرى التاريخ بإرادتهم وعزيمتهم ودمائهم.. قدركم ان تواجهوا الطاغية الذي جثم على صدوركم أكثر من أربعة عقود بصفوف متماسكة وتضحيات باسلة وأفئدة مؤمنة بأن قوة الشعوب تقهر حماقات الطغيان وجبروته.
يا شعب ليبيا.. صوتي وقلبي وضميري كلها معكم، فنحن اهل الكويت لم ننسلخ من عروبتنا واسلامنا واشقائنا، اسألوا تراب مصر وسورية وغيرهما من بقاع امتنا العربية عن رجالنا الابطال الشهداء، واسألوا عن الوثيقة التي ارسلها المجاهد احمد السنوسي الى ابن الكويت البار جاسم بن محمد الابراهيم في 21 رجب عام 1347 هجرية وما تضمنته من ثناء منقطع النظير لايادي الشعب الكويتي البيضاء في دعم النضال الليبي المشروع ابان الاحتلال الايطالي، واسألوا يا شعب ليبيا عن شعبنا حين تقتحم المحن والنوازل اي امة عربية؟
يا أهل وطني الكرام يا من احتضنتم الحب والتسامح والبطولة والشهامة ورسمتم في سجل الزمن والتاريخ صورا وعبرا من المآثر والمكارم والمروءات، هبوا جميعا لنجدة اخوانكم في ليبيا بما تجود به انفسكم واموالكم فأنتم منابع خير ومشاعل نور.. فليس يضيع جميل اينما زرع، ويا ايتها الجمعيات والنقابات قوموا بدوركم المعهود والمشهود في استنكار الظلم والطغيان ومواساة اخوانكم الليبيين بإقامة مهرجان خطابي حاشد في يوم يخصص للتضامن مع الشعب الليبي.
اما انت ـ يا سمو الامير حفظك الله ورعاك فتوجيهاتك السامية بإغاثة اخواننا واخواتنا المنكوبين في ليبيا تجعلك وتجعلنا في موضع العز والانسانية والشموخ.
[email protected]