عبدالرحمن العوضي
ماذا يحدث الآن في الكويت؟ حتى المطار لسنا قادرين على تشغيله؟ ولقد ضاق المطار بعدد الرحلات والركاب، ومنذ اكثر من 20 سنة وضعنا خطة للتوسعة، ودار النقاش حول نقل المطار للشمال او الجنوب ولكن نظرا لصغر مساحة الكويت وجدنا ان احسن مكان هو مكانه الحالي، وتم الاتفاق مع المستشار على تقديم دراسة نهائية للمطار تتضمن توسعته، وكانت هناك توسعة كبيرة للمطار بخمسة اضعاف طاقته الحالية، وكان ذلك قبل اكثر من 20 سنة.
اذا كان هذا الامر قبل 20 سنة ولم يتحرك احد حتى الآن، فاعتقد ان اي تغيير مستقبلي للمطار سيكون بعد 50 سنة وستهرب شركات الطيران من مطار الكويت الى المطارات المجاورة واقربها مطار الملك فهد بالدمام الذي يستوعب عشرة اضعاف مطار الكويت الحالي، لذا اقترح ان نفتح خطا بحريا سريعا يربط الكويت بالدمام لتسهيل سفرنا جميعا من خلال هذا المطار الكبير المعد بطاقة كبيرة ونريح انفسنا من التوسعة لمطار الكويت الدولي بحيث يبقى هذا المطار للشركات الاهلية الخاصة، خاصة ان هناك اتفاقا باصدار بطاقة خليجية موحدة للمواطنين والمقيمين في دول مجلس التعاون تمكنهم من السفر من اي مطار يريحهم في دول المنطقة.
ومازلنا لاكثر من ستة اشهر نتكلم عن صيانة البوابات، وحتى الآن لم ننجز الا النصف، والسيارات تنقل الركاب الى اطراف المطار ويؤدي ذلك بطبيعة الحال الى التأخير. ويلاحظ المسافر هذه الايام ان اغلب الشركات تتأخر مواعيد اقلاعها من الكويت، وهذا الامر بطبيعة الحال سيؤدي الى اعادة التفكير باستعمال مطارنا، فكل ما نحتاج اليه ان نضاعف طاقة المقاولين الذين يقومون بصيانة البوابات ثلاثة اضعاف حتى ننتهي من صيانتها اثناء فترة الصيف وهي اشهر الهجرة الى خارج الكويت للكويتيين والمقيمين.
كل هذا متوقع لان اسلوب العمل في الكويت يعتمد على التسويف والعرقلة وعدم الانجاز بالنسبة للمشاريع جميعها، ولكن ان يقوم المهندسون في الخطوط الجوية الكويتية بالاضراب في هذه الفترة بالذات وهم يعلمون أنها حرجة جدا وتؤدي الى متاعب ومصاعب للعائلات المسافرة فهذا امر غير مقبول.
وانني على يقين ان العاملين في الخطوط الجوية الكويتية مظلومون وهناك تكدس لاعداد كبيرة بسبب وساطات النواب، الكل يشكو الحال فتضيع حقوق الفنيين الذين تقع عليهم مسؤولية تشغيل وصيانة الطائرات، لذا اناشد الادارة العامة في الخطوط الجوية الكويتية ان تبادر الى تلبية مطالب هؤلاء الناس لان الدخول في مسلسل الاضرابات سيضر الجميع، وفي النهاية لا يوجد مستفيد من هذه العملية والجميع خاسر.
فرحمة بالركاب والمسافرين في فترة الصيف التي هي فترة الاجازات، وارجو ان يعي الجميع ذلك، حتى انني اناشد سمو رئيس مجلس الوزراء النظر شخصيا لحسم هذا الموضوع، كما اطلب من الاخ عبدالواحد العوضي بصفته طيارا ويعلم مشاكل الطيارين والمهندسين، وبصفته الجديدة كوزير للمواصلات بالوكالة ان يستعمل هذه العلاقة لحسم هذا النزاع وانصاف زملائه، لان مثل هذا التصرف من قبل المهندسين وتعطيل حركة الطيران يضر بسمعة الكويت، بالاضافة الى الإضرار بشركتنا الوطنية. فهل يا ترى نجد صدى لهذه المناشدة، خاصة ان الخطوط الاخرى ستستغل هذه الفرصة وتزيد من اعباء وخسائر شركتنا الوطنية التي مضى عليها اكثر من 50 سنة على الرغم من ان اغلب الشركات المضاربة لا تتعدى خبرتها عشرين عاما.
يا ناس ارحمونا، يا مسؤولين بادروا الى ايقاف هذا المسلسل، واوفوا بعهودكم بتوسعة المطار واجعلوه من اولويات اعمال الحكومة قبل فوات الاوان.