عبدالرحمن العوضي
تناقلت وكالات الأنباء ان اميركا وافقت على بيع السعودية ودول الخليج اسلحة متطورة بمبلغ 20 مليار دولار، وذكرت نفس الوكالات انها قدمت لاسرائيل اسلحة ودعما فنيا بقيمة 30 مليار دولار لنفس الفترة.
وما تأخذه اسرائيل بطبيعة الحال هو عبارة عن دعم من خزينة الولايات المتحدة.
اما ما نشتريه فهو من مداخيلنا التي كنا سننفقها بصورة افضل لانشاء البنية التحتية ورعاية افضل لمواطنينا.
قد يقول البعض ان الامن هام والاسلحة المتطورة ضرورية، وان كنا نوافق على ذلك لو اننا استعملنا هذه الاسلحة مرة واحدة في حروبنا مع اسرائيل، والسلاح الوحيد الذي اثر في اسرائيل هو سلاح بسيط لدى حزب الله الذي جعل اسرائيل لاول مرة تعترف بالعجز وتعيش لمدة ستة اشهر تحت الارض لاول مرة في صراعها مع العرب.
ومنذ انشاء اسرائيل ونحن نتسلح وخاصة مصر التي ضحت بالغالي والنفيس وحرمت اهلها من لقمة العيش لكي تسدد مديونياتها للاسلحة التي عجزت عن صد العدوان الاسرائيلي بسبب تفوق السلاح الغربي وهزيمتنا في كل مرة.
واقتنعت مصر اخيرا بأن تتوقف عن الحرب وتكتفي ببعض الاسلحة الدفاعية وتصرف ما كانت تنفقه على الاسلحة في رعاية الشعب العربي في مصر.
وفي جميع معاركنا بطبيعة الحال مع اسرائيل كان الهم الاكبر يقع على مصر، وكانت مشاركتنا فيها لا تتعدى المشاركة الصورية.
يقولون ان السلاح الجديد المتطور هو لصد العدوان الايراني علينا، ولا اعرف كيف يبرر هؤلاء الناس مثل هذا العدوان، يكفي ان نرى ان احتلال اسرائيل لفلسطين ومماطلتها في المباحثات مع الفلسطينيين من جهة، واحتلال الولايات المتحدة للعراق من جهة اخرى بأسلحتها وتكنولوجياتها حيث دمرتها تدميرا، هما العقبتان الرئيسيتان اللتان يجب ان تشغلا بال الامة العربية، والسؤال: لماذا ندخل في الصراع الايراني - الاميركي؟ ولماذا نستعدي ايران ونحرص على شراء الاسلحة المتطورة لكي ندخل في حروب لن تنتهي؟ مع انني على يقين من أن اي حرب بين الدول الخليجية، واي جهة اخرى هي حرب خاسرة، فنحن شعب لا نستطيع العيش الا في وجود السلام، واي حروب ندخلها ستكون دمارا علينا وعلى كل ما بنيناه من حضارة.
وبناء على ذلك، فان التخاطب مع ايران لا يكون عن طريق الاسلحة، فهم اقوى منا عددا وسلاحا وقدرة على الحرب، اذا كنا سندخل طرفا مع الولايات المتحدة في الحرب عليها مهما كانت نتائج هذه الحروب فان اميركا ستنسحب في الآخر وتترك الدمار في المنطقة لكي نتولى اصلاح ما دمر، وانني احذر من السير في ركاب اميركا في سيناريو الحرب مع ايران، ونحن شعوب نتعايش جميعا منذ قرون، وسنستمر في هذا التعايش مستقبلا شئنا ام ابينا، فلا تقبلوا ما ترسمه لنا اميركا من احلام وردية لان لها مخططها الخاص وهمها السيطرة على مصادر النفط في منطقتنا لكي تتحكم في العالم خاصة الهند والصين العملاقين الجديدين في القرن القادم.
اضافة الى ان تخرج من الحرب الخاسرة التي دخلتها في العراق بنوع من الانتصار يغسل ماء وجهها امام شعبها.
فكل هذا الانفاق على السلاح هو في نظري امر لا يعود علينا بالمنفعة، وارجو ألا ننسى ان العدو الحقيقي في المنطقة هو اسرائيل، ولا يجوز في اي وقت من الاوقات ان نتصور ان نوايا ايران في اسوأ الاحوال ستصل الى جزء دقيق مما تنويه لنا اسرائيل، وخاصة ان اسرائيل قد اعدت قنبلة نووية لكل بلد عربي ومسلم ووسائل توصيلها اليهم من صواريخ عابرة للقارات، وغواصات قادرة على اطلاق الاسلحة النووية حتى تصل الى كل جزء من الوطن العربي والاسلامي.
فكفوا عن شــــراء الاسلحة ولا تصدقوا هذا الهــلع الذي زرعته امـــيركا في نفــوسنا، لان اميركا بعد 11سبـــتمبر تعيــــش الخوف والهلع، وترى المســــلمين اعداء لها وتعــمل على الانتقام منهم بجميع الوسائل.
وخاصة الفئة الحاكمة حاليا، الذين ليسوا بعيدين عن احلام الفكر الصليبي السابق، وتعلموا الدرس، واحذروا قبل التورط في مأساة لا نهاية لها.
وحفــظ الله امتـنا العربيـة والاســلامية من شــر الاعداء.