عبدالرحمن العوضي
كل الصحف مع الأسف الشديد التقطت خبر إلقاء القبض على المتهم «وحش حولي» الذي كان يفترس الصغار جنسيا، واعترف بشكل مباشر ومثّل الجريمة في عدة مناطق، وتعرف عليه بعض الأطفال رغم الصدمة الكبيرة التي يمر بها الطفل عندما يتعرض لمثل هذا التمحيص. حيث ان الطفل يحاول ان يزيل من ذاكرته أي حادث مؤلم يمر به.
والكثيرون يرفضون العودة الى مثل هذه الذكرى البشعة. ولابد من ان نشيد بالجهات الأمنية التي استطاعت ان تلقي القبض على هذا المجرم، وكان ذلك في نظري كالبحث عن ابرة في كومة من القش، وعليه يجب ان نقدر هذا الجهد الكبير وألا نحاول ان نشكك به بشكل مباشر أو غير مباشر.
والآن وقد تم إلقاء القبض عليه وبدت الاجراءات القضائية المعتادة في محاكمة أمثال هؤلاء، يؤسفني كثيرا ان أرى كل يوم صورا مختلفة لأوصاف هذا المجرم، وكذلك أجد نوعا من الدفاع عنه بأن محاميه لم يلتق به، وان عمه لم يلتق به وبأن وبأن وبأن...
الأمر الذي يعطي لمن يتابع التحقيقات من أمثاله الفرصة للاستمرار في اجرامهم، وذلك بدلا من ان نستعجل في محاكمة هذا المجرم، واصدار الأحكام المناسبة لهذه الجريمة الكبيرة حتى يرتدع الكثيرون ممن تسول لهم أنفسهم الشيطانية ارتكاب مثل هذه الجرائم.
ما يقلقني حقا في هذه الجريمة التي شغلت المجتمع انها قد اصبحت مجالا للتقليد من قبل الشباب الذين يبحثون عن الشهرة، ويقدمون على مثل هذه الجرائم على أمل عدم اكتشافهم، وأمثال هؤلاء موجودون في المجتمع.
ويجب علينا ألا نفسح المجال لهم حتى يفلتوا بجرائمهم مثل هذا المجرم حيث ان اظهاره بصور مختلفة، والكلام عن مغامراته السابقة وكيفية تعامله مع الأطفال جميعهم، كل ذلك يعطي الفرصة لمن في نفوسهم الميول الشيطانية فيتصورونه بطلا يستحق ان يكون قدوة لهم، خاصة انه شغل المجتمع بأكمله بجرائمه البشعة.
لأمثال هؤلاء الشباب ذوي الميول الشيطانية الذين يبحثون عن نماذج للحصول على الشهرة أقول: هذا التصرف الذي رأيناه من قبل وسائل الإعلام، خاصة الصحافة، هو نوع من التشجيع قد يروج له البعض ويحاول ان يقلده حتى ولو أدى ذلك الى ارتكاب جريمة.
وأناشد صحافتنا وكتابنا أن يحيطوا هذا الموضوع بكل سرية، ويعطوا القضاء والجهات الأمنية الفرصة الكاملة حتى ينال هذا المجرم عقابه في أسرع وقت. ولا يجوز أبدا ان نقوم بأي تصرف قد يساعد هذا المجرم على زيادة تعاطف الناس معه والافلات من العقوبة المناسبة.