عبدالرحمن العوضي
يطلع علينا كل يوم تصريح حول موضوع طفل الانابيب ورغبة كثير من الناس في السفر للخارج لاجراء عمليات طفل الانابيب، كما ان وزارة الصحة تؤكد بين فترة واخرى التزامها لارسال هؤلاء الناس الى الخارج وخاصة الدول الاجنبية.
ان عملية طفل الانابيب اصبحت سهلة وفي متناول اليد لدينا بالكويت في مستشفى الولادة، وعيادات خارجية خاصة لاجراء مثل هذه العمليات، ونسبة نجاح هذه العملية في هذه المراكز مرتفعة جدا تضاهي المراكز الخارجية في الدول الاجنبية، واستغرب فعلا من اننا ما زلنا نعتقد ان اجراء مثل هذه العمليات في الخارج افضل منها في الكويت خاصة اذا علمنا ان محاولات عملية طفل الانابيب تأخذ فترات طويلة حتى تأتي اللحظة الحاسمة لنقل الحيوانات المنوية بعد تلقيح البويضات التي عادة ما تخرج في فترات محددة وتحتاج الى علاج هرموني مكثف تتفاوت مدته بين شهر وستة اشهر.
بجانب هذا كله، هناك مراكز غربية ذات توجه لاستعمال بنوك المني الذي يتبرع به أناس مجهولون، لتلقيح البويضات بها اذا لم تكن الحيوانات المنوية للرجل كاملة وقادرة على التلقيح، وآخر ما رأيناه في وسائل الاعلام تلك المرأة التي ولدت ثمانية اطفال، وقبل ذلك ولدت ستة اطفال وهي امرأة غير متزوجة وحصلت على حيوان منوي من بنوك منوية، وهذا بالنسبة لهم امر طبيعي، ولكنه بالنسبة لنا كمسلمين امر مرفوض لان ذلك يعني خلط الانساب دون اي تقدير للقواعد الاسلامية التي ترسخ العلاقة الاسرية بين الأطفال والزوج والزوجة.
فاذا كانت مثل هذه الامور محتملة الحدوث، فأستغرب لماذا لا تهتم الدولة بانشاء اكثر من مركز لطفل الانابيب في كل مستشفياتها مع الحرص على ان يكون جميع العاملين في هذه المراكز من المسلمين الذين يعلمون خطورة خلط الانساب في الدين الاسلامي، ويجب ان يتم التنبيه على ذلك، بل يقسم الجميع على الالتزام بالقواعد الاسلامية عند التعامل مع عمليات التلقيح الصناعي لطفل الانابيب بداية من استخراج الحيوانات المنوية والبويضات وتنميتها واعدادها للتخصيب، مع اخذ الحذر الكامل لأي احتمال ولو كان بعيدا في خلط الانساب في مثل هذه العملية.
فاذا كانت لدينا الامكانيات والمتخصصون القادرون على اجراء مثل هذه العمليات، ولدينا الامكانيات المخبرية والمعدات اللازمة لها فلا يجوز ان نخاطر بحدوث مثل هذه المشاكل الدينية عند اجراء عملية طفل الانابيب.
فاحذروا من هذه الخطيئة التي ستنسب الابناء الى غير آبائهم والتي سيكون مردودها خطيرا على الاسرة، ويجب ان تتبنى الدولة دعم هذه المراكز ووضعها تحت مراقبة الجهات المعنية في الدولة دون التفريط فيها بأي شكل من الاشكال، وارجو ان تحرص وزارة الصحة في هذا الامر على ألا ترسل اي حالة لطفل الانابيب الى الدول غير الإسلامية، وحتى في الدول الإسلامية يجب مراقبة المختبرات والمراكز التي تقوم بهذه العملية.