أصبحت صحافتنا هذه الأيام ميدانا للنزاع والاتهامات والافتراءات على الناس من دون حق، وأعتقد أن صاحب الحق يستطيع أن يبرر ما يقول دون الحاجة إلى دخول المهاترات والادعاءات على الناس.
والغريب ان أغلب الحاقدين هم من أعضاء مجلس الأمة الحاليين أو السابقين وكأن الهدف من دخولهم في المجلس ووصفهم بأعضاء مجلس الأمة سواء كان نائبا حاليا أم عضوا سابقا يعطيهم الحق في التعرض للناس حتى انهم يستعملون الكلمات النابية في مهاتراتهم اليومية.
ولا أعلم من أين يأتون بهذه المعلومات الكاذبة، مع أنهم يحلفون باليمين المغلظ بأن لديهم إثباتات وقرائن، ولا أعرف لماذا لم يستعملوها في إبراز الحقيقة للناس ومقاضاة هؤلاء النصابين، وحسب كلامهم الحرامية والمرتشين، ويلجأون الى الصحافة بما تملك الصحافة من حرية وصلت إلى درجة الإسفاف والكلام البذيء في بعضها الأحيان؟!
والأغرب من ذلك أنهم يستعملون أجهزة الإعلام لنفس الجهات المتهمة لكي يكيلوا إليهم أنواعا من السباب والشتائم ويتهموهم بالتزوير والرشوة في حين ان كل هذه التهم واضحة ومعروفة لمن توجه وما هو مصدرها.
ولكن لأننا لا نتتبع هذه الملابسات والأكاذيب ولا نتحقق من مصادرها عن طريق القضاء العادل والتحقيق السليم، بدأوا يتمادون ويستسهلون إرسال التهم من دون أي دليل.
ورغم كل ما يدعون من احتفاظهم بالأدلة والبراهين وهم يعلمون أنهم صادقون لاستطاعوا أن يسلكوا طريق العدالة ويحققوا مع كل مرتش وراش لأن القانون الكويتي يجرمهما معا، ولكن خوفا من ان تنقلب العدة عليهم ويقعوا فريسة للقانون فإنهم يطلقون الأقوال على عواهنها.
نعم، هذه هي الحقيقة حتى ان البعض منهم قد أصبح خبيرا اقتصاديا ويتهم رئيس الوزراء بالاسم بأنه قد فشل في قضية التنمية وغير ذلك من كلام يندى له الجبين، ولكن السماحة والتنازل لهؤلاء يعتبر جبنا يجب ألا نقبله بل يجب ان نلاحقهم كالجرذان لأنهم فعلا لا يتعدون كونهم مثل هذه الجرذان التي تدمر كل شيء حتى لو لم تأكلها.
حرام عليكم يا ناس، أن تتطاولوا على من هم أكبر منكم سنا ورجاحة عقل ومسؤولية، وبدلا من أن تقفوا معه وتبينوا له مجالات الخطأ أو الانحراف عن الأهداف المنشودة تقوموا بهدم كل شيء بمعاول الحقد والفساد.
لا تشوهوا صورة الكويت، فالكويت جميلة ورغم كل شيء فالكويت اجمل من جيرانها ولا تغركم المظاهر، فإن كل كويتي ينام مطمئن البال ولا يخشى المجرمين الذين قد يعتدون على سكنه.
فالكويت لا تحرم أي شخص من حق العمل والتجارة لأن أهل الكويت كانوا ومازالوا أهل محبة واحترام، ولا تظهرونا كأننا نتكاسر كالضباع في الغابات، بل حاشا لله فالكل لديه ما يكفيه.
فما عليك إلا ان تنظر الى أواني فضلات المنازل حتى تعلم ان الكويتي ولله الحمد ينام شبعانا ومطمئنا ولا يخاف زوال الليل ولا زوار الفجر ولا أن يظلم من اي مسؤول.
فالكويت إذن بلد الرخاء والاطمئنان رغم كل العواصف التي تعصف بها، وكنت أتمنى لو ان نظام الحكم الديموقراطي والبرلماني كنا نطبقه بالكامل ولا نتخذ من مجالس الأمة منطة كمنطات حمامات السباحة نقفز منها الى المجهول لأننا لا نعلم خطورة مثل هذا التصرف الذي قد يودي بحياة إنسان.
فلنتعلم القفز من هذه المنطات العالمية حتى نضمن سلامة أرواحنا وأهلنا وإخواننا وعشيرتنا لأن المتربصين بنا كثيرون فلا تعطوهم فرصة التشمت فينا ظنا منهم اننا مختلفون او متعادون.
لأن أهل الكويت معروف عنهم كما ذكرت، أحدنا يغطي على الآخر ومستعد ان يفدي أخاه وأهله وبلده، ولا يمكن ان يفرط الكويتي الأصيل بهذه الأرض الطيبة التي صمدت رغم العواصف ورغم الأنواء الخطيرة التي مرت بها.
أيها الحاقدون كفوا عن شركم وكفوا عن مهاتراتكم، لقد انقضى عهدكم واتركوا العهد لمن له العهد من الشباب والشابات الكويتيين وكل المخلصين يحملون الكويت في قلوبهم ومستعدون ان يضحوا من أجلها بالغالي والنفيس.
« ترى احنا إخوان قرية كل من يعرف خيه »، فموتوا بقهركم ولن تتمكنوا من أن تمسوا الكويت وأهلها بمكروه، لأن الله سبحانه وتعالى حافظ لأهل الكويت لأنهم صدقوا الله في عهدهم وصدقوه وصدقوا وطنهم وهم مستعدون ان يعطوها كل شيء وستسير القافلة وتستمر الكلاب في نباحها.
فموتوا بغيظكم فلا أمل لكم بالكويت لأن الله حاميها وأهلها يحبونها، وسينقلب البغض والحقد عليكم بإذن الله.