خبر صغير قرأناه جميعا في الصحافة الكويتية وبالصدفة قرأته في صحيفة عربية وانا في لندن، وسعدت كثيرا، وفرحت بأن مثل هذه المنحة الكريمة تذكرني بالاخ د.إبراهيم الرشدان لقيامه بإنجاز علمي تفخر به الكويت ويفخر به كل كويتي، وكل هذا لا يعادل هذا التكريم الكبير الذي حصل عليه اول كويتي في انجاز علمي ومنحه «وسام الكويت ذو الوشاح» من الدرجة الأولى، والقيمة بطبيعة الحال ليست في قيمة الوشاح المادية رغم انها عظيمة وتعبر عن تقدير صاحب السمو للانجاز والابداع.
مثل هذه المبادرة كنا ننتظرها كعلماء كويتيين في المجالات المختلفة منذ زمن طويل، على الرغم من ان الكثيرين قد حصلوا على تقدير عالمي عن انجازاتهم العلمية الا ان التقدير من قبل الوطن يختلف كثيرا عن اي تقدير من خارج الوطن.
فالتقدير من الوطن له معنى كبير يراه كل فرد كويتي ويراه افراد العائلة ويكون حديث الناس والاهل، ويتجسد هذا التقدير في هذا الوسام الذي يقلده صاحب السمو الأمير للانسان المبدع المتفوق.
وهذا امر بطبيعة الحال دافع لنا جميعا بان نسعى للابداع دائما في عملنا لان التفوق في اي عمل هو نوع من التقدير الفردي للانسان، ولكنه ايضا تقدير لهذا العلم الذي ابدع فيه الانسان، ونحن في زمن التقدير كله للعلم والعلماء رغم احترامي للانجازات الادبية والفنية لان تقدير العلم يتجاوز الفرد والبلد والاقليم ويعم خيره على كل فرد في العالم، فعصرنا هو عصر العلم وعصر الابداع العلمي، وعلينا ان نقدر هؤلاء العلماء دائما ونشجعهم على بذل المزيد من الابداع.
قد يقول البعض إنني منحاز للعلماء ولكني ارى ان العلماء في بلادنا لا يقدرون وكل التركيز على الادباء والفنانين، ورغم اهميتهم في المجتمع، فان الابداع العلمي كما ذكرت يتخطى الحدود ويعود نفعه على العلم والعلماء ويكون النفع فيه دائما وباق.
ولكن يؤسفني اننا لم نتعود على أن الحياة كلها منافسة وابداع، وعودنا الناس جميعا على ان الخير للجميع ولا يجوز التفريق بين الناس، بل يجب المساواة بين الجميع، وأرد عليهم بأن التفرقة والتفاوت بين الناس يجب ان يكونا على مفاهيم العلم ولا يجوز ان تتوقع ان نتساوى جميعا في مجال الابداع العلمي. فيعرف كل واحد من هو المبدع وأن المبدع هو الذي يستحق التقدير وان يكون متميزا عن باقي اصحابه لأنه بالمتميزين والمتفوقين فقط تتقدم الأمة، وهذا النوع هو النور الذي يكتشفون به الطريق في مجال الجهل والتخلف، ومن دون ذلك لن نستطيع المنافسة على التعلم المبدع.
وعليه، فانني اناشد صاحب السمو الأمير حفظه الله ان يأمر بالبدء في العمل بنظام المكافآت التي تمنح لجميع المبدعين والمتفوقين وكل ذلك في جميع مجالات الحياة بحيث يكون هناك مؤتمر سنوي تحت رعايته ويحضره سموه ليكافئ هؤلاء الناس على ما قدموه من ابداع وتفوق، على ان تكون هناك لجنة خاصة من المبدعين ممن تشرفوا بالحصول على هذا التقدير الأميري الرفيع، تتولى اختيار المبدعين الجدد وتضع الشروط اللازمة والتي تتوافر في الشخص المبدع قبل ان يتقدم لدراسة حالته وإدراج اسمه ضمن من يستحقون. وتعرض على صاحب السمو لكي يبارك لهم ما قاموا به من ابداع وانجازات علمية كبيرة حتى يستحقوا الوسام الأميري.
وأنا على يقين بأننا سنفتح الطريق امام ابنائنا وبناتنا ليتفوقوا ويبدعوا حتى ينالوا شرف الحصول على هذا التقدير الرفيع من قبل صاحب السمو الأمير حفظه الله في الابداع والتفوق والسير في طريق التفوق، وستتحقق احلامنا ونضع الكويت بإذن الله في مصاف الدول المتقدمة.
هذا الزمن هو زمن العلم..
والابتكار..
والإبداع..
وفق الله أبناءنا وبناتنا لتحقيق ذلك المجد.