د.عبدالرحمن العوضي
هذه الأيام شغلنا الشاغل وبدفع قوي من الدعاية الأميركية والإسرائيلية، التركيز على ان الخطر القادم الذي يهددنا هو النووي الإيراني، وما قد يعرض المنطقة لأخطار كبيرة بسبب المواد المشعة التي ستنتشر وستؤدي الى الإضرار بالحياة العامة، وأصبحنا جميعا للأسف الشديد نردد هذه الدعاية ونحاول تضخيم هذا الموضوع رغم اننا لسنا ضد أي سلاح دمار شامل في المنطقة أيا كان مالكه، ومع الأسف حتى صحافتنا وقعت في شرك هذه الدعاية.
والهدف الأساسي هو ان ننسى الخطر الدائم المحدق بنا والمتمثل في الترسانة الإسرائيلية النووية الأميركية التي لم تكتف بتخزين ما يقرب من 100 رأس نووية وكأنه على كل رأس مكتوب احدى المدن العربية أو الإسلامية أو المرافق الحيوية كالسدود حتى يتم إغراق الآلاف من البشر بجانب تدمير الأراضي الزراعية، بالإضافة الى تعرضنا للإشعاع النووي إن لم نمت بسببه، ولم تكتف اسرائيل بذلك بل انها حصلت على غواصتين مزودتين بصواريخ يمكن ان تطلق هذه الرؤوس النووية من مناطق مختلفة أقرب ما تكون الى المراكز الحساسة المختارة مع الدول العربية والإسلامية، كما انني لا أستغرب ان تكون قد تحالفت مع الهند لتدمير الأسلحة النووية الباكستانية.
كل هذا أعدته اسرائيل لنا حتى لا نثير هذا الموضوع عندما نطالب بإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ومع ذلك لا نصر على إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وحتى إيران لا تصر على التخلص من هذه الأسلحة النووية في اسرائيل عندما يطلب منها عدم الاستمرار في التخصيب، واشار الى ذلك فقط أوباما بصورة عامة وليس خاصة، ولذلك فإن النووي الإسرائيلي هو الذي يجب ان يشغلنا خاصة ان الحكم اليميني المتطرف الذي يحكم إسرائيل هذه الأيام لن يتوانى بنظري في ضرب عدد من المواقع على الرغم من كل ما يدعون بأن هدفهم هو النووي الإيراني.
فإذا كان النووي الإيراني محتمل الخطورة علينا فإن النووي الإسرائيلي واسرائيل بترسانتها الجاهزة هما الأكثر خطورة على أمتنا وإفناء كل من يقف أمامها، ولا يهم من كان ذلك لأنهم يعتبرون أنفسهم «الشعب المختار» الذي يجب أن يبقى ويسود أمام باقي شعوب العالم لأنهم الأسياد والباقي عبيدا، فلا تنسوا العدو الإسرائيلي الذي يحاول تدميرنا، ولا تصدقوا ان أميركا أو غيرها تستطيع ان تتحكم في إسرائيل، لأن إسرائيل لديها خططها وتعرف مصلحتها ومصلحة الشعب اليهودي المحتل لأغلى بقعة من أراضينا، فاحذروهم ولا تقللوا من خطورتهم وقدرتهم على القضاء على المسيحيين والمسلمين والعرب وكان الله في عوننا.