قد يبدو هذا العنوان غريبا، ولكن وأنا راجع على التو من ندوة في مقر الأخ مرزوق الغانم الانتخابي بناء على علاقتي معه ومع عائلته، لقد صعقت أن أجد هذا العام توجها شديدا فيه نوع من الغرابة والخوف على مسيرة الديموقراطية خاصة ونحن قد تعودنا على الحملات الانتخابية التي تجرى قبل الانتخابات في مقرات المرشحين، وكنت قبل ذلك قد زرت مقرين آخرين ولاحظت بنفسي مدى التشنج في طرح الأمور، خاصة ونحن أمضينا أربع سنوات مع مجلس الأمة.
ولقد كان مجلس الأمة مقبولا من قبل الشعب يطرح المواضيع التي نعتقد أنها تتعرض لمشاكل الوطن، ولكن ليس بهدف الإثارة بل بهدف ايجاد وسائل العلاج.
وقد رأينا فعلا أن قضية الإسكان المبالغ فيها أخذت الأولوية ووجدت نظاما جديدا للاستعجال في حصول المواطن على منزل.
وشاهدنا مدنا جديدة قد بنيت كمدينة الشيخ جابر، ومدينة الشيخ سعد العبدالله، وهناك مشروع كبير في منطقة العبدلي يتسع في نظري لأعداد لا تقل عن حوالي خمسمائة ألف شخص متى تم انجازه، أي اننا سنبني كويتا بحجم يعادل ثلاث مرات الكويتيين الذين عاشوا مع مؤسسي الدستور الكويتي.
وهذا بحد ذاته أمر غريب، ولكن تطور المدن أصبح عملية منتشرة في دول المنطقة.
وعلى ضوء استعراض الأخ مرزوق الغانم لمنجزات مجالس الامة الأخيرة، اطمأن الانسان بأن الديموقراطية ستسير بروح جديدة وتعمل على تلبية حاجة الكويت بالأسلوب الديموقراطي الصحيح دون استهداف المشاكل التي كانت تعترض السكان، ولكن الغريب علي هو الجو الانتخابي الذي نعيشه وعلى الشخصانية في تقصد النواب واستعمال جميع وسائل الإعلام لتشويه شخصية نائب المستقبل، وقد تمادى البعض كما سمعنا من الأخ مرزوق بصورة غريبة، وأن ما ذكره الأخ كان استهدافه بالوسائل المختلفة وبالطرق التي تصل إلى الإيذاء الشخصي، وهذا بطبيعة الحال أمر عجيب، لذا يجب ان تفكر الحكومة فيه مع المجلس القادم لمعرفة النمط الجديد في الانتخابات، وكأن هذه الفئة التي قامت بمثل هذه التصرفات كان هدفها أكبر من مرزوق الغانم، وقد يكون هدفها الكويت، لذلك علينا أن نستكشف ذلك لتحديد المتلاعبين فيها، وتخول المحاكم لسبر هذه الظاهرة حتى لا تتغلب على الكويت كلها، وهنا يكمن الخطر الحقيقي، ولا أعتقد أن مثل هذه الفئات ترغب في ان تستمر هذه الديموقراطية الخاصة بالكويت.
لذلك وجدت نفسي أكتب هذه المقالة، وذلك خوفا من تشكل «المافيا» التي كانت تحكم شيكاغو قبل فترة وتاريخهم معروف، وذلك أكتب هذه المقالة لكي أظهر للناس الواقع الأليم الذي وصلنا إليه من جراء تصرفات هذه الفئة الضالة.
وأقول للأخ مرزوق شكرا على ما أظهرته لنا من واقع أليم، وفعلا صرت أخاف عليه لأن التصدي لمثل هذه الأمور يحتاج إلى اقناع الحكومة والمجلس القادم بأن ترك الأمور بما هي عليه أمر خطير يهدد مستقبل الكويت والديموقراطية معا.
وعلينا جميعا أن نتأكد من هذه الظاهرة الخطيرة، وأن نتعاون معا لتخليص الكويت من مثل هذه التوجهات الخطيرة من أي جهة كانت ومن أي أفراد كانوا.
يجب ألا نخاف لأن الخوف في هذا المجال هو هزيمة يتوقعها مثل هذه الفئة المجرمة، ولذلك أناشد الحكومة والمجلس أن يدرسا هذه القضية بصورة جيدة، وأن يحميا البلاد من شر مجموعات تستهدف أمن واستقرار الكويت، ويجب ألا نخشى لومة لائم مهما كان هؤلاء لأن الوطن فوق جميع مصالح الأفراد والجماعات، وكان الله في عون الكويت، ومرة أخرى شكرا للأخ مرزوق الغانم، وأحذره مرة أخرى من أن العلاج لهذه الظاهرة لا يكون إلا بتضافر جميع أفراد المجتمع.
وحفظ الله الكويت وسمو أميرها.