أعتقد أنكم تعرفون من أقصد، خاصة أنني كتبت مقالا قبل أسبوعين عن اعترافه بحق إسرائيل في القدس، في حين أن اليهود ليس لهم علاقة بالقدس لا تاريخيا ولا دينيا ولا واقعيا فالقدس أصلا مرتبطة بالدين المسيحي والدين الإسلامي.
السيد المسيح ولد في فلسطين، أما علاقة القدس بالمسلمين فقد بينها الله تعالى في سورة «الاسراء»، حيث أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن ينطلق من القدس إلى السماء بعد أن جاء من مكة المكرمة إلى القدس على ظهر البراق، ومنها عرج إلى السماء الأعلى.
وتعتبر هذه الحادثة من أعظم الحوادث تأثيرا في الإسلام، إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قابل جميع الأنبياء عند الصخرة وصلى بهم ثم عرج إلى السماء.
وهذا الأمر يذكره كل مسلم عند الصلاة في قراءة التحيات التي يصف فيها مقابلته مع ربه حيث إن الله سبحانه وتعالى هو الذي بادر بالسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الإنسان لا يستطيع أن يرى الله سبحانه وتعالى الذي هو نور السماوات والارض، فعندما طلب سيدنا موسى أن يرى الله سبحانه وتعالى وخاطبه الله قائلا: انظر إلى الجبل الذي بجانبك فإذا بالجبل يتفجر من خشية الله، وتبين لسيدنا موسى نور الله سبحانه وتعالى.
بهذه الصورة الجميلة يرتبط الإنسان بالقدس الشريف، حيث إنه عرج منها إلى عرشه العظيم سبحانه وتعالى. هذه القصة يعرفها جميع اليهود لدرجة أنهم يتهمون المسلمين بأن الله قد وصفهم بالمغضوب عليهم في سورة الفاتحة التي يتلوها كل مسلم عند كل ركعة.
الواضح للجميع أن اليهود لا يزالون ضائعين لا أرض لهم لكي يستقروا فيها، وادعوا وطالبوا بالقدس ليتشاركوا باقي الأديان السماوية بأن يتخذوا باقي القدس لهم.
ولكن الله سبحانه وتعالى لن يقبل ذلك لأنهم شعب كتب عليهم التشرذم في جميع أنحاء العالم.
والأهالي الذين يلتقون بهم ينبذونهم ويكرهونهم. وهذه محاولة أخيرة من الصهاينة بزعامة نتنياهو وبتأييد مطلق من ترامب بأن يتخذوا من فلسطين أرضا لليهود فقط وطرد باقي الناس تحت عذر أن هذه الأرض وطن لليهود وهي أرض الميعاد. ولن يتحقق ذلك، لأن الله كتب عليهم التشرد في جميع أنحاء العالم منفردين مكروهين حتى يتمكن المسلمون من إبادتهم نهائيا.
هذا هو الواقع الصحيح الذي يؤرق بال اليهود دائما والصهاينة بصورة خاصة، ويسعون دائما لتأييد المطالب اليهودية. والظاهر أن رئيس وزراء الصهاينة لا يبتعد عن ظاهرة ترامب.
هذا هو الأمر الذي يجعل من هذا التصرف مثلا للعنصرية البغيضة التي تشجبها الأمم المتحدة، وأتمنى من الشعب اليهودي بألا يلتفتوا إلى هذا العنصري الذي يقف في حقيقته ضد اليهودية، وهذا التناقض يتضح من موقفين صديق مخلص لليهود وبالجانب الآخر عنصري يكره جميع البشر.
بالفعل هذا التناقض من ترامب يتحقق في شخصه على طول تصرفاته بانتخابات الرئاسة، وبعد ذلك كراهيته لجميع الأجانب.
لقد أخذ من الإسلام طريقا لمحاربة وطرد ومنع دخول المسلمين رغم الأحكام التي أصدرتها جميع محاكم الولايات المتحدة الأميركية ضد تصرفاته.
وما يفضحه أكثر ويبين حقيقة ضغينة وقوة تطرفه في معاداة الأفارقة والدول صاحبة البشرة غير البيضاء.
وبهذا يكون قد اختصم العالم كله لأن غالبية البشر من الملونين، والبيض العنصريون أقلية لا تستحق في نظري العيش في عالم لا يعرف الحقد والظلم.
فهنيئا له على تصرفه الدنييء الذي يحرمه حتى من عامة البشر. فهل يا ترى يتعظ فيما اقترفت يده من حقد وضغينة. وجوابي مع ذلك أن الشعب الأميركي الأصيل هو صاحب البلد المهجر الذي أوصله إلى أعلى منصب في بلادهم مع اعتقادي الجازم أنه لا يستحق.
ونترك الفصل في مصيره للزمن!!