ما إن انتهينا من الاستجوابات، وفي نفس اليوم الذي حصل فيه وزير الداخلية الأخ الشيخ جابر الخالد على الثقة التي يستحقها، حتى بدأت تطل مرة أخرى رؤوس الشياطين تحاول بالهمس وباللمز وتحاول عن طريق الأسئلة المغرضة والبعيدة عن الواقع أن تستهدف مرة اخرى ايذاء الأخ الوزير والعاملين في الداخلية. وهؤلاء ينسون أن الحفاظ على امن البلاد فيه مشاق عظيمة لا يمكن حصرها، وفي كل مشكلة امنية هناك مئات الاحتمالات، وعلى رجل الأمن ان يفكر دائما في الاحتمال الأخطر لأنه لا يستطيع أن يغامر بزمام الأمر.
وأغرب ما سمعنا من الأسئلة كيف أن شخصا يُعطى تأشيرة دخول للكويت وعندما يصل الى المطار يمنع من الدخول، والمصيبة ان اغلب من يسألون هذا السؤال يقفون جميعا ويرتجفون أمام مسؤولي الحدود في الولايات المتحدة الأميركية، ولا يعرفون اذا كان سيسمح لهم بالدخول رغم التأشيرة التي بحوزتهم لمدة عشر سنوات، لأن مانح التأشيرة لا دخل له بالسماح او عدم السماح لشخص ما للبلد، وكم من أولادنا الذين كانوا يدرسون في أميركا وبريطانيا وغيرهما منعوا من الدخول الى تلك البلاد رغم أنهم أحيانا يكونون فيها ويخرجون فقط لقضاء إجازاتهم مع أهاليهم في وطنهم اي ان منع هؤلاء يكون عادة بسبب هواجس امنية تعطي رجال الأمن حق منع دخول اي شخص للبلاد حتى لو كان يحمل تأشيرة دخول سليمة.
وأتعجب فعلا ممن استغربوا منع دخول كاتب مرتد حسب حكم الأزهر، بل ومطرود من بلده وغير ذلك من الأحكام الأخرى التي صدرت بحقه، فهؤلاء المستغربون كان الواجب ان يسألوا عمن دعا مثل هذا الشخص للكويت، بدلا من أن يقدموا اسئلة متتالية لوزير الداخلية الذي حمى البلاد من قضية امنية كانت ستخلق البلبلة في مجتمعنا.
إن دين الدولة هو الإسلام كما ورد في الدستور، والخروج عن الإسلام يخالف الدستور وبالتالي لا نقبل مبررات حرية الرأي وحرية الكلام في امور قد تسيء إلى الإسلام، أما دون ذلك، فكل إنسان حر فيما يراه ما لم يشرك بربه ويتعد على الاسلام الذي هو دين بلدنا.
ألا يكفي ما يعانيه الاسلام من هجوم وافتراء عليه ممن هم من غير هذا الدين؟ ألا يكفي أن نرى معاملتهم للمسلمين في بلادهم امرا يدعو الى الاستغراب خاصة اذا علمنا ان واحدا من هذه البلاد التي تحرم المسلمين من ممارسة شعائر دينهم في اماكن عبادتهم هو بلد يدعي أنه ملتقى الحريات وموطن الكثير من المفكرين الذين نادوا بحقوق الانسان وماتوا من اجل حقوق الانسان ومن اجل حريتهم.
يا ناس اكبروا شوية، وهدوا الأمور ولا يضير الكويت اذا لم يدخلها مرتد، ولا يضير الكويت بأي شيء إذا لم تتحقق طموحات كل من يريد ان يقول ما يراه خاصة اذا كان الطعن في ديننا الاسلامي الحنيف.
قليلا من الحكمة، وقليلا من عدم التهور، وقليلا من ركوب التيارات التي ستضيع من لا يعرف ما يدور في هذه التيارات: فلتستقر النفوس ولنتضامن مع بعضنا البعض، ولنبدأ العمل من مجلس الأمة ونقر خطط التنمية ونصدر التشريعات اللازمة لتنفيذ الخطط، واصدار القوانين التي تنشر الامن والطمأنينة وترفض التفرقة بين اهل الكويت تحت اي شعار او مقاصد شر تضمر للكويت لإشعال الفتنة والتفرقة بين الناس.
وإن اهل الكويت اناس طيبون ولنؤكد على هذه الطيبة ولنجعلها خيمة نستظل بها جميعا ننبذ فيها الكراهية والتفرقة، وحفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه.