عبدالرحمن الكندري
استشهدت د.مروة الشربيني مطلع يوليو الجاري بجريمة نكراء ارتكبها متطرف إرهابي ألماني طعنها حتى الموت وهي حامل وأصاب زوجها ونجا طفلها الصغير داخل محكمة ألمانية قاضته فيها بسبب عنصريته البغيضة ضدها كمسلمة عربية محجبة، فكانت شهيدة رحمها الله رحمة واسعة.
ومما ضاعف حزني على الشهيدة مروة ما نشر بعد استشهادها في جميع وسائل الاعلام انها مسلمة متدينة، لم يمنعها التعلم في مدرسة أجنبية من الالتزام بالحجاب وبأوامر دينها السمح، وكانت حريصة على أداء الصلوات في مواقيتها، كما أنها تفوقت في المرحلة الثانوية ودخلت كلية الصيدلة.
وتزوجت مروة من أحد المتفوقين علميا والذي تم ابتعاثه للدراسة في ألمانيا. وأنجبت منه طفلها الذي يبلغ من العمر الآن أربع سنوات، وكانت حاملا في طفلها الثاني عندما قتلها المجرم الألماني.
ولكي تعلم كم الكراهية التي يكنها ذلك المجرم الارهابي إلى مروة لكونها مسلمة فقط تعال لتعرف تفاصيل الجريمة معي، حيث كانت البداية في خريف 2008، في ملعب للأطفال، بمدينة درسدن شرقي ألمانيا، وكان الرجل يسلي طفلة من أقاربه بأرجوحة للأطفال، ورأت مروة أن الطفلة الصغيرة في مثل عمر ابنها مصطفى، فسألت الرجل أن يجلسا معا في الأرجوحة بعد أن طال مقام الطفلة فيها، وربما كانت مروة تفكر أن تلك صورة من صور التواصل الذي لا يغيب الحديث عنه بشأن المسلمين في ألمانيا، وبدلا من أن تتلقى جوابا بالقبول أو الاعتذار، بدأ الرجل يكيل لها الشتائم، ويتهمها بالإرهاب لأنها مسلمة وترتدي الحجاب مما اضطر مروة للتوجه إلى القضاء الذي اصدر لصالحها حكما بغرامة مالية قدرها 2800 يورو.
وقدم الجاني طلبا لاستئناف القضية وأثناء جلسة الاستئناف قام بطعنها 18 طعنة بالسكين فأرداها قتيلة وهى حامل بالشهر الثالث، وأصاب ابنها مصطفى، كما أصاب زوجها بجروح خطيرة، وعندما حاولت الشرطة المتواجدة بساحة المحكمة السيطرة على الجاني أطلقت رصاصة أصابت الزوج.
وأخيرا يوم الجمعة الماضي تداول في وسائل الاعلام الالمانية ان هذا القاتل ـ والذي لا أريد أن اذكر اسمه ـ اعترف بأن له انتماء أو ميولا مع النازيين الجدد، فحسبنا الله ونعم الوكيل فيك أيها القاتل، وأرجو من القضاء الالماني ان يثبت نزاهته ويحكم بإعدام ذلك النازي الذي لم يرحم الشهيدة، ولكن قبل إعدامه أتمنى أن يجيبني عنً سؤالي عنوان المقال: بأي ذنب قتلت مروة؟! وفى النهاية أدعو وأرجوكم أن تدعوا معي بالرحمة للشهيدة البريئة مروة ذات الاثنين والثلاثين ربيعا.