عندما يرحل عنا الأحباء، صاعدين إلى بارئهم الله عز وجل، يتركون وراءهم الفاجعة المؤلمة في قلوب محبيهم، ودموعا غزيرة في عيونهم، ولكن عندما يرحل إنسان كبير بحجم العم المرحوم خالد يوسف المرزوق، فإنه لا يترك وراءه تلك الفاجعة المؤلمة، وتلك الدموع الغزيرة فقط، وإنما يترك وراءه أيضا فراغا في مساحات الوطن، من الصعب ملؤه!
العم المرحوم خالد يوسف المرزوق من أولئك الرعيل النادر الذين يتركون وراءهم أينما يسيرون بصمة واضحة من العطاء الذي لا ينضب، في كل أركان الوطن الكويت، من الصعب محوه.. في الأفراح يكونون أول المهنئين، وفي الأتراح يكونون أول المعزين، يحملون في قلوبهم الطيبة النابضة بحب الوطن، كل أفراح الأمة، وكل أحزان الأمة، يفرحون ويتألمون ككل البشر، ولكنهم في الوقت نفسه يعلموننا دروسا في كيفية العطاء النقي الصافي من كل شوائب الدنيا، العطاء من دون مقابل، العطاء الذي يجمع ولا يفرق، وعبرا لمن لا يعتبر!
العم المرحوم خالد يوسف المرزوق، من القلة النادرة الذين تسلط عليهم الأضواء وهم لا يريدونه، وتكتب أسماؤهم بحروف من نور فيمسحونها.. لا يبتغون من دنياهم سوى مرضاة ربهم سبحانه وتعالى، وراحة الضمير.
العم المرحوم خالد يوسف المرزوق، من أولئك الرجال الكرام الذين تعلمنا منهم – من حيث ندري أو لا ندري – كيف يكون العطاء، وكيف يكون رد الجميل، وكيف يكون الدفاع عن الحق المشروع، ذلك العطاء النبيل الذي يخرج من يمينه ولا يدري عنه شماله، وذلك العطاء الرائع الذي يخرج من القلب ليدخل إلى القلب، دون منّة أو مناشدة العرفان!
المآثر الطيبة للعم المرحوم خالد يوسف المرزوق كثيرة وجلية للاعيان، لا نستطيع أن نحصيها على عجالة مهما أوتينا من قوّة، يعرفها الداني والبعيد، ويعرفها العدو والصديق، ويعرفها غيري قبل ان أعرفها أنا، وعزاؤنا انه رحل كبيرا كما عاش حياته كبيرا، وترك وراءه بصماته الواضحة، ومآثره الطيبة، كما ترك لنا إخوة وأخوات في الدنيا، هم أبناؤه وبناته الرائعون، بالروعة التي نبتغيها في حياتنا، لنزاملهم في بقية دروب العطاء والواجب المطلوب.
العزاء، وكل العزاء لكويتنا الطيبة التي كان – رحمه الله – أحد أبنائها الأوفياء، والى أهل الكويت الطيبين في الفقيد الغالي، العم خالد يوسف المرزوق، الإنسان الذي سوف يظل دائما وأبدا في قلوبنا.. خالد.