يوم الجمعة المبارك، تم دفن جثمان الطفل السوري «إيلان»، وشقيقه وأمه، في مسقط رأسهم، مدينة عين العرب ـ كوباني، داخل الأراضي السورية، وبموكب مهيب كما قيل!
الأراضي السورية وغيرها من أراضي العرب الأخرى مثل العراق وليبيا واليمن ودول من افريقيا وآسيا، أصبحت تطرد الأحياء من أبنائها وتذلهم، وتستقبلهم بالأحضان عندما يموتون في المنافي وتكرمهم بمواكب مهيبة وتدفنهم!
تبا لمن يتحكم بهذه الأراضي الواسعة، يحكمون ويتحكمون وهم على دين سلطاتهم الفاحشة وتوابعها، ويرتكبون الفواحش والموبقات بحق الإنسان وإنسانيته، والعالم كله ـ ونحن معهم ـ نتفرج عليهم.. ساكتين!
العالم أصبح يفتخر وهو يودع جثامين الضحايا المشردين، في مواكب مهيبة، بالوقت الذي يرفض فيه استقبال الضحايا المطرودين، ويذلهم على الحدود المترامية الأطراف، ليموتوا من القهر، ثم يودعونهم بمواكبهم المهيبة، عندما يموتون!
صورة الطفل «ايلان» هزت العالم كله عندما رآها، وقال عنها انها صورة مفزعة، وأنا أقول له: انها صورة طبيعية لشيء غير طبيعي يحصل يوميا في عالمنا العربي، ونحن نيام، انها فقط ـ هذه المرة ـ رجّت ضمائر كل من فيه ذرة من الإنسانية، وفضحت من لا يمتلكها، انها صورة واضحة وصادقة لا غير!
الصورة، كانت زلزالا هز أركان الدنيا، وخلقت بركانا ثائرا انفجر بوجوه طغاة الأرض ليعريهم، وكانت مرآة ساطعة امام وجوه النائمين على أعقابهم، لتظهرهم على حقيقتهم العارية!
من أصداف القدر وبقدرة القادر، ان المدينة السورية التي دفن فيها الطفل، اسمها عين العرب ـ كوباني، الطفل دفن في «عين العرب» ليكون شوكة مؤلمة في عيون كل العرب، الذين سكتوا وتخلوا عنه!
وان الشاطئ التركي الذي احتضن جثمان «ايلان» اسمه كان شاطئ الجنة لتنطلق منه روحه الطاهرة وتصعد الى جنة الله الخالدة لتستقر وتسعد فيها، ولتقول للعالم كله.. حسبنا الله ونعم الوكيل!
abdulsalam_maqbul@