عبدالوهاب الفهيد
مع بداية العام الدراسي، الذي يتجدد كل عام، وبمناسبة تعميم النظام الدراسي الجديد «النظام الموحد»، وإلغاء نظام «المقررات» الذي ضاع بسببه الكثير من ابنائنا، وبعد سنوات عجاف ألغي هذا النظام، واستبدل بالنظام الموحد الذي يصفه البعض بأنه: لا يعرف خيره من شره؟!
ولا نعرف لماذا غير النظام السابق، هل لفشل النظام نفسه، أم للفشل في تطبيقه؟! وعلى حد علمي انه لم يوضح أحد المسؤولين بصورة دقيقة وواضحة أسباب إلغاء نظام المقررات، واستبداله بالموحد، ولم يحتج احد منهم بدراسة ميدانية مدعمة بالاستبيانات والأرقام الاحصائية التي توضح لماذا تم استبدال ذلك النظام البائد.
ومن ناحية اخرى لم يتم ايضاح وبيان مميزات وفضائل النظام الموحد وما أضيف اليه من موضوعات مكملة للعملية التعليمية.
وعلى الرغم من ان هذا النظام تم العمل به وتم تطبيقه على بعض الطلبة لعام دراسي كامل، الا ان نتائجه جاءت مخيبة للآمال. وان كانت هذه النتائج لم تعلن عنها وزارة التربية الا انها معروفة - ماكو شيء يخفي - فهناك نسبة رسوب هائلة وكبيرة، وتصل الى أكثر من 80% في نهاية الفصل الدراسي الأول لعام 2006 - 2007.
مما جعل المسؤولين عن العملية التعليمية بالوزارة يقومون بمحاولة استدراك هذا الوضع المتردي، ولكن بطريقة غير مجدية، وهي تخفيف بعض المناهج الدراسية وترحيلها الى فصول أخرى.
وما طالتنا به الأخت المربية الفاضلة منى الصلال مديرة الشؤون التعليمية بوزارة التربية عبر الصحف عن برامج وخطط تطبيقية لبرنامج الحاسوب التعليمي لحصص التوظيف التكاملي، وما أدلت به من آلية تطوير المرحلة الابتدائية من خطط ونظم ادارية وفنية تساعد المعلم على قياس أداء الدارس ومتابعته في حالة ضعفه أو تفوقه، وكذلك الابداع المتمثل في وضع خطة لتطوير العملية التقويمية بصورة شاملة ودقيقة وموضوعية عن أداء التلميذ موثقا بتقرير ما يسمى بـ «الملف الانجازي»، حيث يتابع جهد التلميذ في اتقان المهارات الأساسية للمرحلة العمرية التي يمر بها. وذلك لتكون عملية التقويم عملية شاملة تساعد على نمو الطالب معرفيا وسلوكيا ووجدانيا من خلال تنمية مهاراته المختلفة.
وأضافت ايضا حيث اصبح الهدف من التعليم هو الكيف وتنمية المهارات، وليس الكم واكتساب المعلومات فقط.
وهذا كلام جميل ونحن نقف مع هذا التوجه بكل قوة.. ولكن ماذا عن التطبيق؟ فالنظرية تختلف عن التطبيق العملي.
الكل في وزارة التربية من معلمين وموجهين ومديرين للمدارس يدركون صعوبة المناهج وطولها على الدارسين، وهذا ما يؤدي الى نسبة الرسوب الكبيرة، والى ضعف المخرجات التعليمية في المرحلتين المتوسطة والثانوية، فهناك كم كبير من المواد والمقررات التي تثقل كاهل أبنائنا. والناظر الى المناهج يرى ان المواد الدراسية وصلت الى (13) مادة دراسية، فهذا كم هائل لا يستطيع المثقف العادي استيعابه خلال عام دراسي خاصة ان عامنا الدراسي لا يزيد على سبعة شهور.
وخلاصة القول: يجب ان تكون هناك نظرة جادة للعملية التعليمية، فما ذنب أبنائنا الطلبة ليتحملوا هذا العبء الثقيل من المناهج وهذا الكم الكبير من المواد الدراسية والمعلومات؟
وبصراحة هذا الجيل من أبنائنا يحتاج الى نوع من الدراسة والعلم (خاصة التخصص في مجال محدد) ولا يحتاج الى حشو غير نافع.
فالعملية التعليمية لا يستهان بها ولا تخضع للتجارب، فلا نريد ان يكون أبناؤنا حقلا للتجارب وضحايا للأخطاء.