عبدالوهاب الفهيد
يقول الله تعالى (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) كم نحن بحاجة الى ان نرفع أيدينا كل يوم وكل ساعة وكل لحظة لنتضرع إلى الله تعالى بالدعاء، فالدعاء مخ العبادة، وغاية الحاجة وملجأ العبد، والثقة بالرب.
لهذا نحــــن نحتاج الى ما يقـــــوي الرغــــبة في نفوسنا لنلــجأ الى الدعاء فــــي حــــال العســــر واليسر وفي الرخاء والشدة، وهناك قصص كثيرة وقعت لآحاد الناس فيها من عجائب الدعاء ما فيها.
وقد وقع نظري على كتاب أهدانيه أخي وصديقي الأستاذ مسلم الزامل بعنوان «عجائب الدعاء.. قصص واقعية معاصرة» وهو مما بلغت قريحته في جمع اثر من عجائب الدعاء مما وقع لبعض الأفاضل من الناس وقد أقبلت على قراءة هذا الكتاب بنهم، حيث استمتعت بما سطره أستاذنا من قصص معاصرة وقعت لمشايخ وأفاضل وغيرهم من الناس تدل على عظمة الرب تعالى، وفضل الدعاء واللجوء الى الله حال الشدة.
فرأيت من فضل الدعاء ما وقع لأصحابها مما تحير العقول وتأخذ بالألباب.
فتجولت ببعض القصص التي وقعت للداعية أحمد القطان ود.بدر السميط في جولاته في أفريقيا في قصة «ابني والأسد وجها لوجه»، وكذلك الداعية أحمد الدبوس ود.إبراهيم الخليفي، وغيرهم.
فالكتاب جدير بالقراءة والتأمل والتفكر والتدبر فهو حقا يحمل معاني يحتاج إليها كل مسلم، ويحمل تجارب حقيقية تعمق المعاني الإيمانية وتؤصل ثمار التقرب الى الله تعالى بالدعاء، فكم وكم نحن محتاجون للدعاء لتفريج هم، ورفع كرب، ودفع حزن، وجلاء نفس، وفي هذا المقام أذكر ما وقع لي إبان الاحتلال العراقي الغاشم، حيث أصر عمي والد زوجتي - على الخروج الى المسجد لأداء صلاة العشاء جماعة فخرجت معه، فتصادف ان كان هناك هجوم من المقاومة الكويتية على أحد مراكز الشرطة القريبة مما أفزع الجنود العراقيين فخرجوا مذعورين يجوبون الشوارع والفرجان بحثا عن رجال المقاومة، فمروا من جانبنا ومن هول الذعر أوقفونا الى حائط مدرسة، وأخذ العريف يرفع صوته بالشتائم وأقذع الألفاظ وأخبثها وهو غاضب وخائف، ثم أحضر خمسة من الجنود واتخذوا صفا واحدا رافعين بنادقهم (الكلاشات) وأخذوا وضع الاستعداد للرماية منتظرين تأشيرته ونحن في ذهول من أمرنا لا نعرف ما نفعل سوى اللجوء الى الله بالدعاء وان يفرج عنا ما نحن فيه، وكنت أردد «اللهم سلم سلم.. اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله» وفي هذه الأثناء ظهرت سيارة (جيب) عسكرية وترجل ضابط، فقال باللهجة العراقية للعريف: انت شتريد اتسوي هس؟ فقال سيدي أريد أعدمهم. فرد عليه: قايل هم بزازين (أي قطط) حتى تعدمهم، ثم تقدم إلينا وقال: وين طالعين هالوقت؟ فقلت: الى المسجد للصلاة، فتوقف قليلا ثم قال: هس وقت صلاة؟!، ما تسمع الرمي!.. يالله امشوا عابت هالبجم (هالوجوه)، فنجونا من الإعدام بفضل الله تعالى والدعاء.
أخي القارئ: جرب ان تدعو الله في الرخاء لتجد عجائب الاستجابة في الشدة.