عبدالوهاب الفهيد
تمر هـــذه الأيـــام على الكويت عدة أزمات، ان صح التعبير، ومن كثرة التصعيد الاعلامي في الصحف والفضائيات الكويتية اصبحنا نتابعها وكأننا نتابع دوري كرة القدم.
ولكــثرة تنـــوع تلـك الازمات على جمــيع الاصـــعدة الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتـــماعية، بدأت الأمور تختـــلط عليــنا بصورة غريبة، حتى حجبت عنا الكثير من الاحداث والاخبار الداخلية والخارجية المعتادة، ايضا المتابعون للبورصة اتجهت متـــابعتهم اليومية الى تلك الازمات، فمن ازمة غلاء الاســـعار الى الزيــادة 120 دينارا الى مطــالبة النواب الكرام بـ 50 دينارا، وبين مد وجزر بين الحكومة والمجلس، ومن ازمة «الفـــيفا» وتعـــليق عضوية الاتحاد الكويتي للرياضــة الى ازمــة تأبين مغنية وانعكاساتها على المجتمع.
وقد افرزت تلك الازمات عدة ازمات اخرى متابعة لها، فالحكومة تهدد المجلس اذا اصر على الـ 50 دينارا فستقر الـ 120 للموظفين وتحرم المتقاعدين منها - اي تحرم من يريد التقاعد فيما بعد - للضغط على المجلس في قراره الاخير.
واذا انتقلت الى قضية التأبين ومـــن حـــولوا الى نيابة امن الدولة وهــم نائبــان سابقان في المجلس، وعــضو في البلدي وإمـــام حســينية وغيرهم، الى تظـــاهرة غريــبة امام مبنى امن الدولة الى تظـــاهرة اخــرى امام مبنى وزارة الداخلية.
وتحولت هذه القضية الى مادة اعلامية بين بعض الصحف، ومن الامور المزعجة في هذه الحرب الاعلامية تبني لغة دونية لا تصلح ان تكون لغة اعلامية تليق بإعلامنا المقروء.
ونقول لإخــواننا في هذا البلد الآمن يا جماعة ما هكذا تورد الإبل، فنحن مجتمع واحد، تجمـــعنا لغــة واحدة وعادات وتقاليد، ودين واحد، ونخضع لقانون ودستور هذا البلد.
فكيف نصل في اختلافاتنا الى هذا المستوى، ما هكذا تُعالج الأمور كفانا مداحرات ومناحرات ومظاهرات.
القضية تحتاج الى قرار حكيم وحازم لدرء كل فتنة قادمة الى بلدنا الحبيب.
حكمة:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة اذا جهالهم سادوا
تهدى الامور بأهل الرأي ما صلحت
وإن توالت فبالأشرار تنقاد