عبدالوهاب الفهيد
أصبح حديث ازالة الديوانيات هو المادة اليومية في الصحف والمنتديات والديوانيات وحديث الناس بشكل عام، بين مؤيد لازالتها ومعارض بشدة.
وأنا شخصيا أرى ان لهذا القرار ايجابيات وفوائد بخلاف من يرى سلبياته وعدم جدوى نفعه.
ورؤيتي من زاوية واحدة فقط، وهي ان هذا التحرك لازالة التعديات ومنها الديوانيات له فوائد جمة، منها اننا اولا: ادركنا حجم المخالفات التي نقوم بها، ونحن في الواقع لا نعرف هذا الحجم الا من خلال ما أطلعنا عليه المسؤولون في البلدية، فقد صرح مدير ادارة العلاقات العامة بالبلدية محمد الموسوي، وذلك في النصف الاول من شهر فبراير الماضي بأن التعديات بلغت (2577) تعديا منها (874) ديوانية تم حصرها بكل المحافظات، وفي السادس من الشهر الجاري صرح خالد المحسن نائب رئيس لجنة التعديات بان التعديات بلغت 25 ألف تعد، وبعيدا عن التباين في الارقام، فان هذه الارقام تعطينا مؤشرا على مدى تجاوزاتنا على املاك الدولة، واستخفافنا بالقوانين التي تنظم العملية الاسكانية.
ثانيا: من الفوائد اطلاعنا على انواع وغرائب تلك التعديات، لدرجة ان اشخاصا قفزوا فوق مستوى تفكير البشر في الوصول لاستغلال كل ما مُدت اليه أيديهم من املاك الدولة، ومن اغرب ما سمعت عن التعديات ان أحد المواطنين استغل «محول» الكهرباء بجانب منزله فبنى فوقه غرفة بمنافعها للخادم أو السائق وقام بتغطية المحول بأشجار الكاربس.
ومواطن آخر استغل ارتداد بيته فبنى غرفة واجرها كمحل «خياط»، وآخر قام ببناء شبرة كيربي من دورين في حديقته، وآخر قام بالتحايل فوسع منزله عن طريق بناء ديوانية ألصقها بمبنى المنزل مباشرة بعد ان دشنها بالزرع مموها على انها خارج المبنى، هذا فضلا عمن بنى مساكن وأجرها في حديقة بيته.
وآخر المضحكات ان مواطنا عمل سردابا خارج مخطط بيته أي تحت الارض في الشارع.
ثالثا: ان هناك بعض المبكيات في الحالات غير الانسانية اطلعنا عليها بعض موظفي اللجنة، يقول أحدهم: خلال مرورنا على التعديات شهدنا والدا يسكن في إحدى هذه المباني خارج حدود بيت ابنه.. يا الله على هذا العقوق.. وأي عقوق هذا؟
رابعا: اطلعنا على التكاليف المبالغ فيها في تأثيث وتزيين تلك الديوانيات، ارضيات فاخرة، واسقف فخمة، وفرش جميل... الخ.
واخيرا لنا ان نتساءل: هل هذه التعديات وليدة الساعة أم انها وجدت بالمصادفة؟ الحقيقة المرة انها لم تكن وليدة الساعة ولا محض المصادفة انما هي نتيجة تراكم تعديات ومخالفات أكلت عليها السنون وشربت حتى اصبحنا على هذا الوضع المزري.
ومن يتحمل هذه المسؤولية المواطن أم الحكومة؟ وهل تضمن الحكومة ان توقف تلك التعديات على املاكها بعد هذا الاجراء؟
أحدهم سمعته يقول: الحمدلله اللي ما بنيت ديوانية في حديقتي وما سويت شيء حتى الآن.. وان شــاء اللــه بس تنتهي هذه اللجنة من عملها افكــر احــط لــي ديوانيــة..!