عبدالوهاب الفهيد
هناك ظواهر سلبية طارئة على مجتمعنا تتنامى وتتعاظم بشكل مخيف، ونحن في غفلة عنها مما دعا مجلس الامة السابق الى تنظيم مؤتمر وطني لبحث الظواهر السلبية المستجدة على المجتمع الكويتي، والذي اعلن عنه في ديسمبر عام 2007 حيث يفترض ان تشارك فيه مؤسسات الدولة وغيرها من لجان وجمعيات النفع العام لدراسة ابرز الاخطار المرتبطة بالظواهر السلبية ومكافحتها عن طريق مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، ومن المفترض ان يستقبل المؤتمر الدراسات والتصورات عن بعض الظواهر ومناقشتها ووضع التوصيات والحلول للتصدي لها.
وهذا المؤتمر مع الاسف توقف حاليا لظروف حل المجلس السابق، واقامة الانتخابات للمجلس الحالي.
وحري بالمجلس الجديد ان يعيد المطالبة بوضع مشروع المؤتمر الوطني موضع التنفيذ لحاجة مجتمعنا اليه.
فالظواهر السلبية اخذت بالانتشار مما يعرض مجتمعنا الى نكسة اخلاقية غير متوقعة النتائج.
وفي عام 2006 شاركت شخصيا باسم جمعية بشائر الخير بتقديم ورقة للجنة الظواهر السلبية لمجلس الامة وبينت فيها بعض الظواهر المسببة لانتشار المخدرات والترويج لها في مجتمعنا.
ومن الظواهر الغريبة الطارئة على مجتمعنا انتشار مقاهي الشيشة، وتكمن خطورة هذا الامر بانتشار تدخين الارجيلة والتدخين بشكل عام، وقد رأينا شبابا وفتيات ونساء يدخنون الشيشة في الاماكن العامة وفي المقاهي، وكأن انتشار مقاهي الشيشة يشجع جميع شرائح المجتمع على التدخين، ناهيك عن بعض اصحاب النفوس الضعيفة في استغلال المقاهي في الترويج للمخدرات والمواعدة بين النساء والرجال لتكون بؤرة فساد.
وفي عام 2000 نشرت تحقيقا صحافيا في مجلة «البشائر» حول هذه الظاهرة بعنوان «مقاهي الشيشة تروج الحشيشة» بينا فيه عمليا ان بعض العاملين في المقاهي يستغلون هذه الاماكن للترويج والاتجار في الحشيش وغيرها من الممنوعات.
وهناك ظاهرة اخرى لا تقل عنها خطورة وهي تداول المنشطات الرياضية، في الصالات الصحية، وهي اماكن جاذبة للشباب خاصة هواة رفع الاثقال والمهتمين بكمال الاجسام، فيستغل بعض المدربين اقبال بعض الشباب على هذه الرياضة لتحسين اجسامهم فيغرونهم بتلك المنشطات، علما انها تباع لهم بأسعار باهظة جدا، وهناك ظاهرة انتشار صالات البلياردو ومقاهي الانترنت خاصة ان رواد هذه الصالات من الشباب والمراهقين الذي نخشى عليهم الانفلات في ظل غياب الرقابة الاسرية خارج البيت.
وايضا ظاهرة الشقق الفندقية، او الشقق المفروشة التي اخذ بعض الشباب استغلالها بصورة سيئة بل بعضها صار وكرا للفساد.
فهذه الشقق المفروشة يعلن عنها في صحف الاعلانات «الايجار يومي او ساعات محدودة»، ونحن لسنا ضد وجود هذه الخدمات العامة، ولكن ان تكون بلا ضوابط ولا قيود ولا تخضع لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة وتستغل بصورة سيئة فهذا هو المزعج والذي لا يرضاه المواطن السوي.
وهناك ظواهر اخرى تتجدد وتتنامى، ويفترض ان تكون محل الرصد والدراسة حتى لا نقف في يوم من الايام موقف العاجز عن حلها او الحد منها، وفي المقال المقبل لنا وقفة خاصة مع ظاهرة غريبة وشاذة وخفية اصحابها يصطادون الشباب والفتيات خلسة، وهذه الظاهرة تهدف لتغيير سلوك الشباب وفكرهم وتحيدهم عن الدين ورفضهم العادات وتقاليد المجتمع، وعلاوة على ذلك ارتباطاتها المشبوهة بمنظمات عالمية كالماسونية العالمية.
اذا كان مشروع المؤتمر الوطني لدراسة الظواهر السلبية قد توقف لظروف حل المجلس فأرجو الا تتوقف فكرة المشروع لدى اخواننا اعضاء المجلس الجديد.