عبدالوهاب الفهيد
يقول أحد المفكرين «إن الواقع المؤلم يدفع الناس الى تجاهله على نحو ما يدفع الألم الشديد بصاحبه إلى الغيبوبة».
أنا أكتب من خلال هذه الزاوية كوني مواطنا يهمني ما يهم كل مواطن يعيش على أرض هذا البلد الطيب الجميل بأهله ومحيطه وبيئته ومنظومته المؤسسية حكومة ومجلسا.
ونحن في الكويت نعيش في مناخ الأسرة الواحدة المتكافئة بكل ما تعني الكلمة، بجميع طوائفه ومذاهبه واختلافاته الفكرية والانتمائية تعززه مساحة الحرية التي أعطيت للشعب الكويتي ما لم يعطها لشعوب أخرى.
والكويت بلد صغير مساحته كما هو معلوم لكنه كبير في عطاءاته وانجازاته التي يشهد لها القاصي والداني، والعدو قبل الصديق.
وما تشهده الساحة الآن من شد وجذب بين السلطتين (الحكومة والمجلس) وما يتبناه البعض أمر مؤسف غاية الأسف، وانا كمواطن أقرأ ما يكتب في الصحف من اخبار وأجد مرارة في نفسي مما يحدث أو ما قد يتوقع حدوثه عما قريب.
وإن كان الاستجواب حقا دستوريا يكفله الدستور لنواب مجلس الأمة، لكن هذا الحق سلاح ذو حدين قد يجرح صاحبه احيانا وان كان من نادوا بالحل مقابل الاستجواب يؤدي لوقف سريان الحياة النيابية التي تميز الكويت عن غيرها من الدول العربية.
وقد مرت الكويت بتجربة الحل غير الدستوري مرتين (1976 و1986) فماذا كانت النتيجة؟
هل الحل هو الحل؟ وهل الاستجواب هو الأداة الناجحة في حل قضايانا ومشاكلنا؟
يا جماعة راعوا الله في هذا الوطن وأحسنوا اليه، ولا يفهم من كلامنا اننا نحمّل المجلس بطرفيه النقيضين المشكلة برمتها، ولا نبرئ الحكومة من التقصير أو الأداء الضعيف الذي لا يرقى ولا يتناسب مع مشكلاتنا.
هذا صوت العقل الذي يحمله الشعب الذي أعطى أصواته للإخوة النواب حتى وصلوا الى المجلس، فيا من تتحدثون بصوته وتمثلونه ارجعوا اليه في مثل هذا الأمر.
وحزّ في نفسي تصريح أحد المستجوبين الثلاثة بقوله: إذا كان الاستجواب سيؤدي لحل مجلس الأمة فليحل المجلس ولا أحد يهددنا، فهل هذا رأي المواطنين الذين أعطوكم ثقتهم؟