عبدالوهاب الفهيد
بعد حلّ مجلس الامة، أخذ الكل يتكلم ويتوقع ويتنبأ بضرب من الخيال بل ويحدد الوجوه النيابية القادمة للمجلس الجديد، واكثر ما اضحكني ما قرأته لبعض الكتاب، اذ يفخر انه تنبأ بحل مجلس الامة يوم كذا من شهر كذا.
على الرغم من ان القاصي والداني كان يتوقع موعد حل المجلس خلال هذا الشهر (مارس)، بل انني سمعت احد النواب في ديوانيته في اوائل هذا الشهر عندما سأله احد الحاضرين هل هناك حل للمجلس فعلا؟ فرد عليه النائب: نعم الحل قادم خلال ايام معدودة ما يتعدى هذا الشهر، وهذا امر محسوم، اما بشأن التغييرات في وجوه المرشحين فهذا امر متوقع لا يحتاج الى تنبؤ، فبمجرد استبصار الماضي القريب للمجلس يستطيع اقل الناس خبرة في المتابعة اليومية للمجلس ان يدرك ان هناك تغييرات في الوجوه وبروز وجوه جديدة تكون اكثرها من الشباب.
فالقضية لا تحتاج الى تحليل ونسب احصائية، فالكل في هذه الايام يتوقع ويتنبأ حتى الناس في الديوانيات تفعل ذلك لأن الامور اضحت واضحة جدا، فالناس ملّت تلك الوجوه المتكررة في المجلس ورتابة عمل المجلس وملت ضعف الاداء، والتلويح بالاستجوابات التي رغم انها حق للنواب لكنها غير مجدية، كما ملّ الناس تراشق النواب بعضهم البعض بالاتهامات حتى اصبحت المحطات الفضائية ساحة لصراعات بعض النواب مع بعضهم البعض.
واصبح المجلس ـ مع الاسف ـ مسرحا تراجيديا مأساويا اقرب الى قصة «البؤساء» مع اختلاف الزمان والمكان والظروف.
واخيرا المواطن يأمل في تحسن الاداء من الجهتين التشريعية والتنفيذية (المجلس والحكومة) حتى تأتي ديموقراطيتنا ثمارها الطيبة لمصلحة البلد والمواطن كما كانت في السابق.
فالدفع نحو التأزيم والمآسي شرخ كبير في مسيرتنا نحو الافضل وخطأ جسيم نرتكبه في مجتمعنا الآمن.
يرى ارسطو «ان التغيير في الحال نحو التعاسة والمأساة لا يعود الى خلل او عيب اخلاقي، لكن الى خطأ من نوع ما».