عبدالوهاب الفهيد
سألت المتخصص في العلاقات الزوجية والأسرية محمد رشيد عويد عن حقوق الزوجة على زوجها، وواجبات الزوج نحو زوجته من بداية يومه الى نهايته.. ماذا يفعل؟
فأجاب بالتالي: أول ما تفعله في يومك أن تُسمعها الكلمة الطيبة والثناء والإطراء، سبع مرات على الأقل في يومك وليلتك، وتتبع في هذا عدة أساليب كأن تقول لها: صباح الخير يا أطيب زوجة، أو يا حبيبتي، أو يا عمري، أو يا عيوني، وأنت في عملك تهاتفها أو تبعث برسالة (مسج) تتفقد أحوالها وتسألها إن كانت تحتاج شيئا ما، وتختار الكلمات الجميلة التي تطرب لها الزوجة، وهكذا تفعل في يومك كله، حتى تكون عادة وسلوكا في حياتك كلها.
فسألته: إذا لم يكن بمقدور بعض الرجال أن يفعل مثل هذا حيث انه يرى ذلك تكلفا وتصنعا وغير واقعي، فماذا يفعل؟
فأجاب: إن الرجل يجب ان يفعل هذا الأمر وإن اقتضى الأمر ان يتكلف ذلك في البداية ويتصنعه حتى يكون طبيعة وسلوكا عنده كي تدوم بينهما المحبة وتتحقق حسن العشرة، وينعكس ذلك عليهما وعلى الأولاد والأسرة.
وما أفهمه انا شخصيا ويفهمه الكثيرون من الناس ان الحب تجاه الآخرين خاصة الزوجة هو مشاعر وأحاسيس من شأنها ان تحرك الشخص لعمل شيء ما تجاه من يحبه.
وفي هذا الصدد تذكرت كلاما حسنا لعالم النفس الأميركي الشهير وصاحب كتاب العادات السبع ستيفن كوفي، حيث يرى ان الحب فعل وليس مشاعر ـ كما يعتقد الكثيرون ـ وان المتقاعسين هم الذين يجعلون الحب مشاعر توجههم نحو الآخرين، وذكر ان احد الحاضرين في احدى الحلقات الدراسية اعترض عليه وقال له: يعجبني كلامك ولكني انا وزوجتي لم نعد نحمل المشاعر نفسها التي كنا نحملها تجاه بعضنا البعض، واعتقد انني لم أعد أحبها، وانها لا تحبني.
فسأله كوفي: لم يعد للمشاعر وجود؟ فقال الرجل صحيح، ولدينا 3 أطفال ونحن قلقون، فماذا تقترح؟
فأجاب: عليك أن تحب زوجتك.
فقال: لم يعد للمشاعر وجود.
فرد عليه الإجابة نفسها، فبادره بالإجابة السابقة وهو مندهش.
فقال كوفي: فإن لم يعد للمشاعر وجود فهذا سبب وجيه كي تحبها.
فرد الرجل: لكن كيف تحب من لا تحب؟
فأجاب: يا صديقي ان تحب ليس سوى فعل، أما الحب فهو ثمرة هذا الفعل.
لذلك عليك ان تحب زوجتك، اخدمها، ضحّى من أجلها، استمع اليها، لأطفالها، قدرها، ساندها، الحب قيمة تتحقق من خلال الأعمال المحببة.
وهذه الفلسفة التي يتبناها كوفي واقعية وتتماشى مع المنهج السلوكي والوجداني، فالحب أفعال قبل ان يكون مشاعر وجدانية قد تصدق أولا تصدق.
وهذا ما يعكس الرؤية التي تقول ان الحب غالبا يأتي بعد الزواج والألفة التي تحصل أثناء العشرة الزوجية، فمشاعر الزواج غالبا ما تكون مشاعر جميلة فإذا حصلت بعض المشاكل في الحياة الزوجية ـ وهذا أمر طبيعي ـ انعكست على هذه المشاعر وأفسدتها.
وكثير من الزيجات التقليدية تنجح باعتبار ان الزوج لم يعرف الزوجة من قبل ولم يبن انطباعا معينا عنها، وبعد العشرة والألفة التي تجمع بين الزوجين خاصة اذا كانت ايجابية يتحقق الحب بينهما ويدوم.
لهذا نجد ان الحب صناعة تؤكدها الأفعال والأقوال الجميلة بين الزوجين، وتأسرها الكلمة الحلوة المريحة والنية الحسنة.