تقوم الدولة عبر مؤسساتها المختلفة بتنفيذ واجباتها ومسؤولياتها وفقا للمهام المنوطة بها وهي في ذلك تقوم بوضع خططها الانمائية لتشتمل على جميع الانشطة والمشاريع المطلوب تنفيذها خلال فترة الخطة او برامج العمل ويقوم بالاشراف على تنفيذها قياديو تلك المؤسسات.
ولما كانت الدولة بصدد تنفيذ خطة التنمية وما تشتمل عليه من مشاريع كبيرة ومشاريع تم البدء فيها قبل الخطة ومازالت في طور الانشاء، فان تكامل عمل الاجهزة الحكومية بعضها مع بعض كفيل بانجاز تلك المشاريع بالصورة المطلوبة وفي هذا الشأن نود ان نشير إلى اكبر مشروع تنموي سكني تقيمه الدولة وهو مشروع مدينة صباح الاحمد السكنية الواقعة في جنوب البلاد وبالتحديد لمن لا يعرف هذا المشروع يقع على طريق الوفرة ما يشتمل عليه من قسائم سكنية ومرافق حكومية تم البدء في اعمال البنية التحتية منذ اكثر من سنة.
ولا شك ان المشروع الذي يقع في منطقة صحراوية تحدها شمالا وغربا ارض صحراوية قاحلة، تعتبر الرمال الزاحفة في تلك المنطقة سمة مميزة طوال اشهر السنة وان السائر على طريق الوفرة سيجد الكثير من المعاناة نتيجة زحف تلك الرمال على الطرق ووفق آلية العمل الحالية بعد عدة سنوات لا تزيد على سنتين بإذن الله تعالى.. سيتم الانتهاء من الجزء الأكبر من البنية التحتية.
والتساؤل الذي يطرح نفسه اين دور الجهات الرسمية الأخرى في ايجاد التناغم في مراحل انجاز المشروع وفق رتم محدد؟ اين دور الهيئة العامة للزراعة في البدء بتشجير الطريق من الآن لكسب الوقت الذي لا يقدر بثمن والاستفادة من الزمن المحدد للمشروع بدلا من الانتظار سنوات عديدة بعد انجاز ذلك المشروع العملاق ثم يبدأ التشجير وبعد ان يكون المواطنون قد بدأوا التوافد الى تلك المنطقة وان نسبق الاحداث، بدلا من الانتظار لشكاوى المواطنين من الرمال الزاحفة على بيوتهم.. اين خطة هيئة الزراعة في اطار التكامل المؤسسي بين الاجهزة المعنية في تنفيذ المشاريع؟ لماذا لا تقوم من الآن بالاعداد وتنفيذ خطة التشجير على الطريق وعلى امتداده وبعمق لا يقل عن 100 متر تكون مصدرا للمال الزاحفة وتثبيتا للتربة؟
واين دور بلدية الكويت من مركز النفايات عند مدخل طريق الوفرة في وضع الخطط والآلية التنفيذية لنقل مركز النفايات والذي يشكل بحد ذاته مشكلة بيئية كبيرة لما ينبعث منه من روائح كريهة مؤثرة على سلامة الصحة العامة والذي يجب ان تنظر اليه ايضا الهيئة العامة للبيئة من الآن وان يتم التنسيق بينهما في ايجاد موقع مناسب واحياء مشروع اعادة تدوير النفايات واستغلالها بدلا مما هو حاصل الآن.
هل سنرى ذلك التناغم المحمود والتكامل المنشود فيما هو مطلوب لانجاز المشاريع التنموية بهمة العمل في البدء بتشجير الطريق كما نراه في اعمال البنية التحتية لهذا المشروع الكبير، هل نرى الاشجار تنمو مع بناء الاعمدة الخرسانية في المشروع السكني نراه بأم العين وهذا ما نأمله.. ام سيكون حلما وهذا ما لا نريده.. لان الامكانيات متوافرة والعزيمة موجودة ولكن المطلوب النية الخالصة لله والوطن والمبادرة من قبل كل جهة مسؤولة وقيادييها في العمل الاداري الخلاق البعيد عن العمل الروتيني حيث ان مسؤولية القيادي هي الابداع والابتكار وليس اداء العمل اليومي وهذا واجب المستويات الوظيفية الادنى حيث لا يعقل ان نسمع كل يوم في تصريح لقيادي في جهة ما يبدأ تصريحه بناء على توجيهات.. فهذه مقولة «مأخوذ خيرها» حيث ان على القيادي ان يبادر ويتدارس ويقدم المقترحات المدعومة بسعة الاطلاع لما يدور في المجتمع لا لانتظار توجيهات من هو أعلى منه.
اقول ذلك حتى لا يأتي ذلك اليوم ونستمع الى الشكاوى والردود عليها دون طائل.. اين القائمين على خطة التنمية الذين لا يألون جهدا في التنويه بأهمية تنفيذ الخطة التنموية والتي لا تخلو من محاسبة المقصرين في اداء مسؤولياتهم في الجهات الرسمية.
هذه دعوة صادقة للبدء من الآن بخطة تشجير طريق الوفرة ونقل مركز النفايات، حماية لساكني اكبر مشروع سكني يحمل اسم صاحب السمو فهل نجد صدى لدى القائمين على الخطة؟.. ام من الجهات المعنية؟.. ام من الاثنين معا؟.. ام ان يكون الصمت هو الجواب؟.. وعليه ستكون رسالتنا هذه موجهة الى مايسترو خطة التنمية الشيخ احمد الفهد.
*دكتوراه في السياسة الاجتماعية ـ جامعة برمنجهام ـ بريطانيا ـ لواء متقاعد