تشكل المرحلة التي يمر بها المجتمع الكويتي حاليا منعطفا مهما في مدى التأثير على الرأي العام فيما يتعلق بالعديد من المظاهر السلبية الحاصلة فيه وما يمثله التراشق الإعلامي بين أطياف المجتمع وامتداده الى السلطات الثلاث بأسلوب استفزازي بعيدا عن النقد البناء ومجاراة بعض الأطراف الأخرى في تخوين من يتم الاختلاف معهم باستخدام كل طرف وسائل الاعلام المؤيد له.
وأصبحت الساحة لوجهات النظر وكذلك وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي دون ادنى اكتراث بأمن البلاد واستقراره والحفاظ على نسيجه الاجتماعي وفي خضم هذه الاحداث فإن الأمر فعلا يتطلب استثمار الاعلام الرسمي في هذه المرحلة الحساسة لتوضيح الأمور للجمهور وفق نقاش وتحليل اجتماعي وقانوني لما يدور فيها حتى لا تترك الساحة للفضائيات الخاصة الدور البارز في توجيه وتشكيل الرأي العام وقد يتساءل البعض عن جدوى الاعلام الرسمي باعتباره جهازا رسميا ليس محايدا بطبيعة الحال ويعكس وجهة النظر الرسمية فقط من منظور الموالاة، هذا صحيح في واقع الحال ولكن يجب ان تتغير النظرة وكلنا امل بنظرة وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود بتطوير الإعلام ليستوعب الرأي والرأي الآخر وان يقوم الإعلام بدوره الفعال في توضيح الأمور لا ان تترك الأجهزة الأمنية دون غطاء إعلامي يساندها عند قيامها بواجبها الوطني في بسط القانون.
نعم هذا هو المطلوب وما يجب ان يكون وفق خريطة إعلامية للإعلام المرئي والمسموع ترتكز على برامج حوارية واستثمار بقية البرامج الحوارية الأخرى والمفتوحة مع الجمهور من مداخلات اذاعية وتلفزيونية وبما تملكه وزارة الإعلام من طاقات شبابية تتميز بخبرتها الإعلامية وقدرتها على ادارة الحوار يشهد لها لكفاءتها وذلك من خلال ما يقدم في بعض البرامج الإعلامية.
نشير الى ذلك لكي يتواكب الاعلام الرسمي مع المستجدات المحلية لتسليط الضوء عليها بأسلوب مهني وإعلامي بعيدا عن الرتابة لكسب وتأييد المشاهدين الأمر الذي يتطلب نقلة نوعية ان لم تكن نفضة إعلامية لخلق برامج تقدم تحليلا وتوضيحا باستضافة المختصين في مجالات العلوم القانونية والاجتماعية والأمنية أصحاب الآراء الحرة والتي يجب ان تتناول تلك المواضيع بكل حيادية واستقلالية بعيدا عن الموالاة المطلقة او المعارضة المتطرفة حتى يقتنع المشاهد بوجهات النظر المختلفة لأن الهدف السامي من كل ذلك هو الحرص والاعتزاز بالإعلام الرسمي كأداة إعلامية متميزة ولا يسعنا في هذا المجال الا ان نثني على الإعلام الأمني بوزارة الداخلية بقيادة الاخ العميد عادل الحشاش على التواجد المستمر في الساحة الإعلامية في الاحداث الأخيرة وبالأخص مداخلاته في القنوات الخاصة والرد والتوضيح المستمر على الرغم مما يواجهه من نقد من أطراف المعارضة وهذا لم يأت من فراغ بل من إيمان القيادة الأمنية ممثلة بالشيخ محمد الخالد وزير الداخلية والفريق سليمان الفهد بأهمية الاعلام فهل نرى تحركا إعلاميا رسميا في القريب العاجل هذا ما نأمله.