التنظيم الإداري لجميع المؤسسات والهيئات الحكومية يحتوي على ادارة العلاقات العامة، وتبعيتها تختلف من جهة الى اخرى، منها ما يتبع الوزير مباشرة وما يتبع الوكيل او الوكيل المساعد، تلك التبعية تعطي مؤشرا على مدى الاهتمام بما تقوم به ادارة العلاقات العامة من دور في التواصل مع الجمهور الخارجي.
كما أن احداثا كثيرة وشكاوى تنشر وتعليقات تكتب في وسائل الاتصال الاجتماعي تتعلق بأخبار تلك الوزارات والهيئات الحكومية تتطلب ردا مباشرا لتوضيح الصورة الحقيقية لمنع انتشار الشائعات وآثارها الضارة.
ولكن، ماذا عن الأداء المهني؟ لنكن واقعيين، هل هذا الامر هو ما يحصل على ارض الواقع؟ الجواب بكل صراحة: لا دور لإدارات العلاقات العامة في الجهات الحكومية الا ما ندر، ونرى الوزير والوكيل والوكلاء المساعدين هم من يتصدرون التصريحات والرد على الانتقادات او التوضيح لما ينشر دون إعطاء الدور الحقيقي للجهاز الإعلامي المتمثل في العلاقات العامة والاعلام.
ولنا الحق ان نتساءل: هل هو عدم اقتناع بدور العلاقات العامة في المجال الاعلامي؟ هل ينظر الوزراء لإدارات العلاقات العامة على انها مجرد ادارة استقبال وتوديع وهدايا؟ اذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يتم الغاء الادارة من الهيكل التنظيمي؟ وأيضا نتساءل هل عدم وجود موظفين اكفاء هو السبب؟ إذن اين خريجو قسم الإعلام الذين يعدون بالمئات ويطمحون إلى العمل بتخصصهم.
وللاسف هذه هي الحقيقة في جميع المؤسسات الحكومية والتي تنم عن عقلية مركزية، وبالتالي تعطي انطباعا واضحا عن اداء كبار المسؤولين.
وفي هذا الوضع المأساوي لإدارات العلاقات العامة، يبقى أمل يضيء طريقها لعل وعسى يتأمل الوزراء أداء عملها، الا وهي الادارة العامة للإعلام الأمني والعلاقات العامة بوزارة الداخلية، بإدارة شابة وخبرات متراكمة وتدريب مستمر والاستعانة بالخبرات برئاسة العميد عادل الحشاش الذي لا يألو جهدا مع كوادره الأمنية في الرد على ما ينشر والتواجد الاعلامي في الصحافة والقنوات التلفزيونية في كل وقت، عندما يتطلب الامر ذلك، بالتوضيح الشافي والوافي وعدم اعطاء المجال لانتشار الشائعات، وبث الطمأنينة في المجتمع.
وهذا الأداء الإداري المتميز لم يأت من فراغ بل من ايمان الوزير بعمل ادارة العلاقات العامة والاعلام بأنها ليست للاستقبال والتوديع، بل عمل وفق منهجية علمية، يقوم على اهمية التواصل مع الجمهور الخارجي، ويعرف متى يظهر للاعلام او يترك المجال للآخرين وفق سيمفونية اعلامية واضحة وتناغم لا يوجد في اي مؤسسة حكومية، كما ان الضوابط الادارية في العمل وايمان القيادات الامنية العليا لمهامها ادت الى تميزها عن غيرها من ادارات العلاقات العامة في الجهاز الحكومي.
من هنا فإن الادارة العامة للعلاقات العامة والاعلام الامني تستحق علامة جودة الاداء وتعتبر بحق مدرسة لكل الجهات الحكومية بل والخاصة ايضا لتميزها وتفانيها في اداء اعمالها وفق مهنية علمية وادارية وانضباط على مدار الساعة وان يستفيد الوزراء منها لإعطاء إدارات العلاقات العامة في وزاراتهم ما تستحق من عناية، لا ان يكون الوزراء هم مديرو العلاقات العامة حتى اصبحوا ناطقين رسميين باسم وزاراتهم!
[email protected]