يشكل الوازع الديني الصحيح، بما يحمله من قيم وتعاليم وسلوك وأخلاقيات، العامل المؤثر النفسي في حماية الفرد من الانحراف إلى الجانب القانوني الذي يردع الفرد عند تجاوز حدوده. ولا شك أن أهم منبر إعلامي يوجه الخطاب الديني للعامة هو منبر يوم الجمعة الذي يجتمع فيه آلاف المصلين، مواطنين ووافدين، عربا وأجانب بأعمار مختلفة، ومن مستويات إدارية واجتماعية واقتصادية متنوعة، ذلك التجمع الذي يعتبر فرصة ذهبية لإيصال النصح والارشاد في مواجهة قضايا مجتمعيه تؤثر على تماسك المجتمع وتهديد الجبهة الداخلية كالإرهاب ،المخدرات، الجرائم على اختلاف أنواعها ،سرقات المال العام، الفساد، مهددات الوحدة الوطنية، تتطلب مواجهتها مواجهة علمية تشارك فيها جميع مؤسسات الدولة كل في مجال اختصاصه ومنها خطبة الجمعة.
ولكن للأسف نجد خطبة الجمعة جامدة لدى كثير من الخطباء إلا ما ندر منهم تثير التثاؤب لدى الكثير من المصلين حتى أضحت مجرد عادة دينية، للأسف لحضورها وتأدية واجب ديني لما يبدر من بعض الخطباء من إطالة لا داعي لها وصوت عال يصم الاذان لا حسيب ولا رقيب والبعد عن القضايا المجتمعية المهمة والتركيز على قصص الأولين والصحابة دون ربطها بواقعنا المحلي بما فيه من قضايا مجتمعية تستدعي التركيز عليها لتصل إلى العقول ومراجعة النفس لأخذ العبر منها على الرغم مما يشتمل عليه ديننا الإسلامي الحنيف من عظة وترغيب وترهيب تصب في صالح الفرد ومجتمعه وحمايته من الانزلاق للهاوية. نعم ما أحوجنا الى اعادة النظر في أسلوب الخطاب الديني ليس فقط في خطبة الجمعة ولكن في البرامج الاعلامية الدينية الأخرى لما تملكه من برامج وساعات بث اذاعية وتلفزيونية يمكن استثمارها في التركيز على القضايا المجتمعية بعيدا عن الطرح الروتيني الممل والذي لا يرى فيه المستمع او المشاهد ما يثير انتباهه لتتكامل منظومة التوعية الدينية لما لها من تأثير بالغ في النفوس ان احسن الإعداد مع التوعية الامنية حفاظا على امن المجتمع وسلامة ابنائه، والأمل معقود بالقائمين على وزارة الأوقاف بالتقييم ومتابعة ما يطرح في الساحة المحلية لتكون خطبة الجمعة منبرا للتوعية يستفاد منها.
[email protected]