المراقب للوضع السياسي الإقليمي وإسقاطاته على الوضع الأمني لدول الخليج لا يجد بدا من ان يقف متسائلا لما قد يحصل غدا من اي مفاجآت. ومن الواقع واستشراف المستقبل من معطيات الحاضر، فإن «معركة الموصل» ستكون هي الفيصل في رسم الأحداث السياسية وبالتبعية الأمنية ليس في العراق فقط بل في محيطه ممثلا بتركيا وسورية بصفة عامة والكويت والسعودية بصفة خاصة، لما يمثله القرب الجغرافي بينهم من تأثير.
ولا شك ان معركة تحرير الموصل ضد التنظيم الإرهابي «داعش» والقضاء عليه مصيريه، حيث يعتبر الهدف الأساسي للتحالف الدولي وللحكومة العراقية بالذات لكي تبسط سياداتها على التراب العراقي. والتساؤل المهم كيف سيكون الوضع ما بعد الموصل؟ هل يتوقع ان يكون الهدوء والبناء هو سيد الموقف وتنعم المنطقة بالاستقرار والأمان؟ والإجابة بكل بساطة للأسف عكس ذلك فإن تحرير المعقل الرئيسي لداعش «الموصل» وعودتها الى الشرعية سيقوي الميليشيات المسلحة العراقية، والسبب ان التصريحات الرنانة والمستفزة من بعض الأطراف العراقية التي تحمل نفسا طائفيا للأسف تعطي انطباعا سلبيا عما هو آت، وان أصدقاء اليوم هم أعداء الغد، حيث تشابك أطراف الصراع الأكراد، الأتراك، الفصائل المسلحة السورية، وبقايا «داعش» وخاصة تهديدات قادة الحشد العراقي بدخول تركيا وسورية وما يصدر من تلميحات واشارات خطيرة ضد الكويت والسعودية والتي لا تمثل بالطبع الرأي الرسمي للحكومة العراقية، ولكنها بلا شك تثير اللغط والاثارة، جميعها تؤكد على ان القادم أسوأ وخطير. والكويت بحكم موقعها الجغرافي والقريب من بؤرة التوتر ستكون محط انظار الأطراف المتشددة في العراق، الأمر الذي يتطلب الاستعداد واليقظة ومراجعة الإجراءات لا الركون الى الهدوء في ظل المتغيرات على الأرض. وتعزيز الجبهة الداخلية بمحاربة البعد الطائفي والذي بدأ يأخذ مساره للأسف في المجتمع الكويتي في ظل جو الانتخابات البرلمانية دون مراعاة للمخاطر المحيطة بنا ومحاربة الشائعات وعدم ترديدها ان اردنا الحفاظ على اغلى ما نملك وهو امن دولتنا العزيزة.
رد للداخلية: نثمن اهتمام الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني ممثلة بمديرها الأخ العزيز العميد عادل الحشاش بالرد على ما نشرناه حول الاختناق المروري بمنطقة أبوالحصانية وإحالته إلى الإدارة العامة للمرور والذي نأمل من اللواء فهد الشويع إعطاء الموضوع أيضا جزءا من اهتمامه لإيجاد الحل المناسب.
[email protected]