[email protected]
أسابيع قليلة تفصلنا عن تاريخ 20/ 3 قبل أكثر من 40 عاما (ذكرى حادثة الصامتة) عندما أقدم العراق بذلك التاريخ من عام 1973 على اقتحام الحدود الكويتية والاعتداء على المركز الحدودي (الصامتة) وكانت نتيجته استشهاد اثنين من منتسبي وزارة الداخلية وهما الملازم أول سعود فهيد السهلي والعريف زعل رميح الظفيري ويعتبران أول شهداء الوطن، حيث روت دماؤهما تراب الوطن بعد الاستقلال، دفاعا عن الوطن.
تلك الحادثة التي هزت المجتمع الكويتي آنذاك، يجب ألا تمر مرور الكرام بل يجب ان تكون ذكراها رمزا للدفاع عن الوطن والذود عن مصالحه فعلا لا قولا.
هذه الحادثة التي سطر أبناء الكويت أروع مثال في بذل الغالي والنفيس غير مبالين بأسرهم وأطفالهم، في سبيل الحفاظ على استقلال البلد من أي تدخل خارجي مستذكرين الآباء والأجداد في استبسالهم في حماية الوطن من أي اعتداء خارجي.
إن أخذ العبر واستذكار الأحداث الكبيرة التي بنت الكويت، واجب وطني تقع مسؤولية الاحتفال به على الجهات المعنية بالدولة، لتكون نبراسا للأجيال القادمة والحاضرة تهتدي به، خاصة ونحن على أبواب الاحتفالات الوطنية العزيزة ذكرى يوم التحرير ويوم الاستقلال، والتي بدأت برفع علم البلاد العالي من يد الغالي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله.
وحقيقة القول: إن من قدم نفسه فداء للوطن من أهل الكويت في مواجهة الاعتداءات، كشهداء الصريف، والجهراء، والصامتة، والغزو العراقي الغاشم يجب ان تكون ذكراهم قائمة ما دمنا أحياء، وحافزا لأبناء الوطن للتعرف على ما قدموه، وكذلك يجب أن نستذكر من استشهد من أبنائنا تلبيه للنداء القومي العربي من منتسبي لواء اليرموك، في مواجهة العدو الإسرائيلي في حرب الاستنزاف وفي حرب أكتوبر عام 1973 والالتزام بما اقسموا عليه.
هؤلاء الشهداء هم عنوان للوطنية الحقة التي لا تتردد في دفع حياتها ثمن حبها للوطن والأمة العربية، ولا شك ان لدى الجهات المختصة من المراجع والوثائق التي يجب إبرازها للتعرف على تلك الأحداث.
فوزارة الداخلية ممثلة بذراعها الإعلامي المميز بإدارة العميد عادل الحشاش وأركان إدارته، قادرة على القيام بذلك وخاصة لشهداء الصامتة.
ومن جيلنا يستذكر تلك الحادثة المؤلمة التي هزت المجتمع الكويتي وكيف كانت الجنازة العسكرية المهيبة للملازم السهلي والعريف الظفيري، ولم يشهد تاريخ الكويت مثيلا لها، التي شاركت فيها القيادة السياسية العليا للبلاد والالتفاف العفوي للشعب الكويتي تجاه قيادته، والإدانة الواسعة الدولية والعربية لذلك الاعتداء وتعطيل الدراسة، وهذا ما يتطلب ان يعرفه الجيل الجديد من أبنائنا عنهم بعمل كتيبات وفيلم وثائقي وغيرها من الفعاليات التي تجسد تلك الحادثة المهمة من تاريخ الكويت وتسليط الضوء عليها وهذا ليس بغريب عن وزارة الداخلية وقيادتها الأمنية العليا ممثلة بوزير الداخلية الشيخ خالد الجراح ووكيل الوزارة القدير الفريق سليمان الفهد، التي لا تألو جهدا في رعاية منتسبيها.
وكذلك إدارة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع لشهدائها ممثلة بالشيخ محمد الخالد وزير الدفاع ورئيس الأركان، وما يجب ان يقوم به مكتب الشهيد أيضا في هذا المجال.
قضية ورأي