خلال العقد الماضي والسنوات اللاحقة له أصبحت كلمتي «الإرهاب والتطرف الإسلامي» متلازمة لأي اجتماع أو مؤتمر سواء من المنظمة الدولية الأمم المتحدة أو من الولايات المتحدة امتدادا للاتحاد الأوروبي حتى غدتا مادة كاملة الدسم للإعلام الغربي ووصولا للعالم العربي وكذلك الإسلامي لإبعاد صفة الإسلام عما يقوم به المتطرفون المتدثرون تحت عباءة الإسلام. وفي هذا السياق لعلنا نتذكر دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما كان وليا للعهد لعقد اكبر مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب عام 2005 وحضور غير مسبوق شاركت فيه اكثر من خمسين دولة، والتوصية المهمة بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وتوفير الميزانية اللازمة له.. ولكن للأسف لم ير ذلك المركز النور ولم يلق الدعم الدولي الكافي وحسب اعتقادي، لصعوبة وضع تعريف جامع جازم «للإرهاب» وخاصة فيما يتعلق بحق تقرير المصير للشعوب.. ونظرا للتطور التقني غير المسبوق للإعلام واستحداث وسائل التواصل الاجتماعي واستغلاله واستثماره من الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
كان لا بد من الارتقاء بأسلوب مكافحة التطرف ليس فقط بتجفيف منابع ومصادر التمويل والتي نجحت دول العالم مجتمعة في تجفيفه نهائيا، بل باجتثاث السموم من العقول بأسلوب علمي، ومن هنا كان نتاج اجتماع القمة الإسلامية - الأميركية، التي اختتمت أعمالها بالرياض مؤخرا، افتتاح مركز «اعتدال» لمكافحة الفكر المتطرف والمنحرف ومحاربته إعلاميا وماليا وبوسائل الاتصال الاجتماعي. نعم يجب أن نعترف بان صورة العالم الإسلامي والمسلمين في العالم الآن قد ارتبطت بالعنف والتطرف والارهاب وذلك للأسف من أفعال التنظيمات الإرهابية التي تحمل شعار الإسلام والإسلام والمسلمين براء منها، التي اتخذت من قتل المدنين الأجانب وتصوير نحرهم نهجا.. وما ان يحدث حادث في أي دولة أوروبية حتى قبل الانتهاء من التحقيقات يتم توجيه الاتهام الاولى للمسلمين. ولا شك أن نجاح المركز بمهامه في تفنيد الفكر المتطرف يرتبط ارتباطا وثيقا بآلية عمله وقدرته على مواجهة الفكر المتشدد والمنحرف والذي ينتج بلا شك لأسباب عديدة فيما يحدث من جرائم وقتل وإرهاب للمسلمين العزل في العديد من الدول وأوضحها آلة القمع الإسرائيلية وما يحدث في النيبال وغيرها.. وأيضا ما تقوم بها جهات إعلامية أوروبية او شخصيات متطرفة في التعدي على ثوابت العقيدة الاسلامية والاستهزاء بها وهذا مالا ترضاه الحكومات الإسلامية قبل شعوبها.. إذن فمكافحة الفكر الإسلامي المتطرف والمنحرف يجب ان يكون عالميا وليس مقتصرا على العالم الاسلامي للوقوف على اسبابه وتبعاته... كما يجب ألا ننسى كأمة عربية وإسلامية أن تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص ومكافحة الفساد دعامات رئيسية لنجاح أي خطط.. ان اردنا اقتلاع جذور الإرهاب وتجفيف «منابع تغذيته».
[email protected]