ما زالت قضية الخلاف بين بعض دول مجلس التعاون ممثلة بالأشقاء المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين مع دولة قطر الشقيقة في تصاعد وهذا ما يتضح من حدة التصريحات واللقاءات من كلا الجانبين على الصعيد الرسمي، وكذلك على الصعيد الإعلامي، في ظل استمرار المساعي الخيرة التي يقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد منذ الساعات الأولى لتفجر الخلاف بين بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي وما تلقاه سموه من دعم لا محدود من قوى إقليمية وعالمية لما يقوم به من جهود لحلحلة القضايا الشائكة بين أطراف الخلاف.
ولعل لقاءات مبعوث سموه بوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله إلى أميركا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي ولقاءاته مع كبار المسؤولين فيها وبالأخص وزراء الخارجية تأتي في إطار الجهود الكويتية في إيجاد حل لمعضلة الخلاف الخليجي التي قد تتجه إلى منحى خطير مع انتهاء المهلة المقررة وما قد تتخذه كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين من إجراءات أكثر إيلاما تجاه قطر وفقا لما هو معلن من التصريحات الإعلامية، ما يولد شعورا سلبيا لدى الشعوب الخليجية التي وضعت أمانيها باتحاد خليجي لمواجهة التحديات الإقليمية وفجأة وجدت نفسها في خضم الأحداث وآلمها ما يحدث بين قادة دولهم واصبح الخلاف الخليجي يتصدر الأخبار العالمية والتحليلات الإعلامية العالمية.
ولا شك أن أي تصعيد جديد سيلقي بظلاله على المساعي الخيرة التي يقودها صاحب السمو لإيجاد حل للخلاف الخليجي.
والمراقب للأحداث يجد أن هناك قوى إقليمية ودولية تراقب اي تصعيد للخلاف وتداعياته على الاستقرار الإقليمي كما ان هناك شبه تدويل وتدخلا فعليا للخلاف الخليجي بدخول دول عربية وإسلامية في مسار الأحداث، ماينبئ بتداعيات خطيرة، فنجد تركيا من جهة تقدم جميع أوجه الدعم الاقتصادي والعسكري لدولة القطر تفعيلا للاتفاقيات، وكذلك ايران التي قدمت تسهيلات اقتصادية وممرات جوية لقطر لفك الحصار عنها، ومن جهة أخرى وقوف جمهورية مصر العربية، الشقيق العربي الأكبر، وما اتخذته من مواقف تنسجم تماما مع مطالب المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
ولا شك ان رفض دولة قطر للشروط التعجيزية التي فرضت عليها يؤكد ان الأيام القادمة حبلي بالأحداث والتي قد تتجه بالخلاف الى درجات اعلى من التصعيد وخاصة على المستوى الاقتصادي والاعلامي، وستؤثر على تماسك دول مجلس التعاون ولكن في الوقت نفسه ستزيد من الإصرار الكويتي في القيام بدور الوسيط النزيه. ونعتقد بأن المساعي الخيرة لصاحب السمو لراب الصدع في البيت الخليجي ستستمر حتى ان حدث اي تصعيد لإيماننا بأنه لابد من نهاية الخلاف عاجلا او آجلا ليعود البيت الخليجي واحة أمن وأمان لشعوبه ومثالا يحتذى به في التعاون والتكامل.
[email protected]