للأسف المراقب لما يحدث في بعض الإعلام الخليجي مؤخرا وكذلك وسائل الاتصال الاجتماعي من انحدار في مستوى التعامل مع الأزمة الخليجية والاصطفاف غير العقلاني مع طرف دون آخر والتحليلات غير المنطقية لتبيان حجة طرف على الطرف الآخر وكأننا نستذكر مقولة الرئيس الأميركي بوش الابن إبان هجمات نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2001 «من لم يقف معنا فهو ضدنا».
هذه المقولة التي لا نريدها ابدا ان تكون في قاموس التعامل مع اي شقيق بمنظومة دول مجلس التعاون حتى وان اختلفت الرؤى ووجهات النظر تجاه القضايا الخلافية، لأنه في النهاية ستكون هناك حلول لها.. ولكن ما تقوم به العديد من الفضائيات العربية للاسف تنشر ثقافة التحريض بين ابناء دول المجلس والاصطفاف مع طرف دون آخر بدلا من ان تكون متزنة في الطرح والنقد البنّاء بدلا من الإسفاف ومعول هدم لعلاقات مشتركة بين شعوب دول الخليج العربي.
ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل تعداه الى قيام البعض ممن يسمون بالمحللين السياسيين من الخروج على موضوع الخلاف ليصبوا جام غضبهم على مكون رئيسي في المجتمعات الخليجية وهو مكون الاخوان المسلمين، سواء اتفقنا او اختلفنا معهم مادامت هذه الجماعة لم تخرج على الاطار القانوني في اي عمل من اعمالها ونسوا او تناسوا ان الجهات الامنية والقانون بالمرصاد لمن تسول له نفسه المساس بثوابت المجتمع أو التحريض أو الإضرار بالمصالح العليا لأي دولة من دول الخليج العربي، سواء من هذه الجماعة او غيرها او حتى من بعض المحللين في القنوات الفضائية او الكتاب او المغردين الذين يسيئون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الاساءة لرموز وقادة دول مجلس التعاون دون اي رادع او تقدير والذي ينم عن استهتار وعدم لباقة في التخاطب مع قادة دول المجلس.
وعلى الرغم مما تتميز به الكويت من حرية التعبير وابداء الرأي وفقا لما نص عليه الدستور الكويتي، الا ان ذلك لم يمنع من محاسبة من يتعرض لأي من قادة الدول العربية واحالته للقضاء ليقول كلمته تجاه ذلك، وكذلك قانون الوحدة الوطنية الذي يحاسب من يثير الكراهية تجاه اي مكون في المجتمع الكويتي، لأن في ذلك مساسا بالوحدة الوطنية وتعريض السلم الاجتماعي للخطر، ما لم تكن هناك وقائع محددة وفقا لاثباتات تدين اي مكون او شخص.
نعم لا نريد لثقافة التحريض ان تنتشر بين ابناء الوطن الواحد او بين شعوب دول الخليج العربي لأن الاسقاطات السلبية لها ستكون مدمرة.
والامل معقود بمسؤولي الاجهزة الاعلامية وخصوصا القنوات الفضائية ان تعي دورها المأمول في التقريب بين وجهات النظر لا التفريق وبث بذور الفتنة والشقاق بين ابناء دول الخليج العربي وان تختار الضيوف الذين يثيرون اللقاء وليس مجرد بث لقاءات تفرق لا يستفيد منها المشاهد الخليجي، لأن مآل الخلاف بين بعض دول الخليج العربي هو الحل عاجلا ام آجلا، فلنعمل معا كل من موقعه على رأب الصدع في البيت الخليجي حماية لامننا واستقرارنا في محيط ساخن يتطلب الوحدة ونبذ الفرقة.
[email protected]